للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اضربوا رقبة السامرى، وخذوا معكم رأسه، فإذا وصلتم إلى الشام عرفوا نائب الشام بأنا لما نزلنا فى حمص جاءت علينا جماعة فى الليل وضربوا رقبته، وهم من أهل طرابلس، فإنهم اتبعونا من طرابلس لما خرجنا منها، فما وقعت لهم فرصة فى قتله إلا فى حمص، وكانوا أرادوا أن يفعلوا هذا وهم فى طرابلس ولكن ما اتفق لهم ذلك، وذلك أن الأمير سيف الدين بالوج لما كان فى الحبس، وأخذ بعض الناس هذا السامرى إلى ان ركب فى ليلة من مكان كان يتنزه فيه، فوقفوا له فى طريقه، فضربه بعضهم بالسيف على أن يطيّر رقبته، فلم تجئ الضربة إلاّ على شاشه فأرمته من رأسه، ووقع السامرىّ على الأرض مذعورا، فهرب أولئك القوم ونجا السامرى، ولما بلغ ذلك نائب طرابلس قال: هذا شغل بالوج، سلّط عليه هؤلاء القوم، ولما سمع نائب الشام بذلك طلب القضاة وأخبرهم بما جرى على السامرى فى الطريق وأراهم رأسه، فقالوا: قد قتله الله وكفى المسلمين شرّه.

ومنها: أنه حضرت جماعة من الكارم من جهة اليمن فى هذه السنة، وأخبروا أن الملك المؤيد صاحب اليمن (١) تعرّض لهم، ولم يجزهم على عادتهم، وقال لهم: إن السلطان صغير، وقطع أيضا الهدية التى كانت ملوك اليمن ترسلها إلى صاحب مصر، خارجا عما كان مقررا عليهم فى كل سنة فى الأيام الظاهرية فإن الملك المظفر (٢) ولى اليمن نحو أربعين سنة، ولم يقطع ما كان عليه من المقرر


(١) هو: داود بن يوسف بن عمر بن على بن رسول، الملك المؤيد هزبر الدين المتوفى سنة ٧٢١ هـ‍/ ١٣٢١ م - المنهل الصافى ج‍ ٥ ص ٣٠٧ رقم ١٠٢٣.
(٢) هو: يوسف بن عمر بن على بن رسول، الملك المظفر أبو منصور، المتوفى سنة ٦٩٤ هـ‍/ ١٢٩٤ م - المنهل الصافى، العبر ج‍ ٥ ص ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>