للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن قاضى القضاة المالكى بدمشق حكم بإراقة دم شمس الدين (١) ابن الشيخ جمال الدين عبد الرحيم الباجربقى بمقتضى ما ثبت عنده ما يوجب ذلك، فهرب المذكور واختفى، ثم حكم تقى الدين سليمان الحنبلى بحقن دمه بثبوت عداوة الشهود الشاهدين عليه، فأنكر المالكى عليه ذلك وأشهد على نفسه أنه باق على ما حكم به من إراقة دمه، فاستمر هروب الباجر بقى لذلك.

ومنها: أن نجم الدين أبا بكر بن بهاء الدين بن خلكان ادعى بدمشق أنه حكيم الزمان، وأنه يخاطب بكلام يشبه الوحى من جملته: يا أيّها الحكيم افعل كذا، يا أيها الحكيم افعل كذا، وادعى أنه قد اطلع على علوم كثيرة وطلسمات عظيمة منها: طبل إذا ضرب به انكسر العدو وانهزم، وغير ذلك، وادعى أنه أرسل إلى الملك الناصر بمصر أنه إذا اجتمع به عمل له طلسمات عظيمة فى فنون شتى، فعقد مجلس بدمشق بحضرة النائب جمال الدين أقوش الأفرم وطولب بإقامة البرهان على صحة دعواه، فلم ينهض، فاستتيب وأطلق على أنه لا يعود، فأقام مدة، ثم عاد إلى دعواه فأمسك واستتيب وأطلق، فأقام مدة، ثم عاد إلى دعواه فأودع المارستان وأقام مدة، ثم خرج منه، فتوجّه إلى القاهرة وعاد إلى دعواه، فأمسكه الأمير سيف الدين ألجاى الدوادار [٣٤١] واستتابه وأطلقه، فأقام مدة، ثم عاد إلى دعواه ولم يزل مصرّا عليها، وكان هذا الرجل قبل هذه الدعوى


(١) هو: محمد بن عبد الرحيم بن عبد المنعم بن عمر بن عثمان الباجربقى.
وكان قد هرب بعد الحكم عليه، وأقام بمصر بالجامع الأزهر، ثم تسحب إلى دمشق ونزل إلى القابون قرب دمشق، وأقام به إلى أن مات سنة ٧٢٤ هـ‍/ ١٣٢٣ م - درة الأسلاك ص ١٦٩، الدرر ج‍ ٤ ص ١٢٠ رقم ٣٨٩٣، فوات الوفيات ج‍ ٢ ص ٤٤٤ رقم ٤٢١، الوافى ج‍ ٣ ص ٢٤٩ رقم ١٢٦٩، شذرات الذهب ج‍ ٦ ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>