للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينوب عن الحكام بالشام، فلما غلب عليه هذا الحال ترك الولايات الحكميّة وأخذ فى هذه الحال.

ومنها: أن الشيخ تقى الدين ابن تيمية (١) توجه ومعه جماعة إلى مسجد النارنج (٢) بدمشق، فأحضر جماعة من الحجارين وقطع صخرة هنالك كان الناس يزورونها ويندرون لها، وكان لهم فيها أقاويل كثيرة فأزالها (٣).

وقال صاحب النزهة: وفيها وصل كتاب نائب الشام يذكر فيه عن الشيخ تقى الدين بن تيمية أنه جرى بينه وبين أهل دمشق منازعة بسبب الصخرة التى كانت بمسجد النارنج، وكان كثير من الدماشقة يترددون إليها يدّعون أن فيها أثر قدم النبى صلى الله عليه وسلم، ويتغالون فى أمرها، ففسدت بذلك حال جماعة كثيرة من الرجال والنساء، واتفق أن الشيخ تقى الدين أنكر ذلك، وأنكر على جماعة كثيرة، فوقع بينهم تنازع، فبلغ ذلك إلى نائب الشام، وبلغ أنه يريد قطعها، وأكابر الشام والقضاة لا يمكنونه، وآخر الأمر قام الشيخ فيه قياما عظيما، وركب بنفسه، وأخذ جماعة من الحجارين ودخل المسجد، وأخذ الفأس بيده، وقطع الحجارون بعده، ولم يبق لها أثر، وكيف يكون العمل فى هذا الرجل؟ فإنه يقول: إن هذه بدعة، وإنه لم يصح عنده شئ فيها، فكتب الجواب عن كتاب نائب الشام: أن الأمر إن كان على ما زعمه ابن التيمية فقد


(١) هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، شيخ الإسلام تقى الدين أبو العباس - المعروف بابن تيمية، المتوفى سنة ٧٢٨ هـ‍/ ١٣٢٧ م - المنهل الصافى ج‍ ١ ص ٣٥٨ رقم ١٩٥.
(٢) «بجوار مصلى دمشق» فى السلوك ج‍ ٢ ص ٨.
(٣) «وأن الأثر الذى بها ليس هو قدم النبى صلى الله عليه وسلم» - السلوك ج‍ ٢ ص ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>