للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما كان به من الهوان أولى، وأنجز للظالم وعيده، وللمظلوم وعده، إن وعده كان مفعولا (١)، فليحذر الغافل إذا نزقت به الأيام إلى المعاقل، فإن لها بعد الرفع [وضعا (٢)]، وبعد التمكين صرعا، وليأخذ بالرفق ويتجنب الجور والخرق.

قال الشاعر (٣):

فإن المظالم يوم المعاد … لمن قد تزوّدها شر زاد (٤)

وقال صاحب نزهة الناظر: وكان السبب للإيقاع به أنه لما حضر الأمير سلاّر من الحجاز بلغه من خواصه ما فعله ناصر الدين المذكور عند سفر السلطان إلى بلاد البحيرة للتصيد، [٣٤٣] وما تحدّث للملك الناصر من السرّ وحمله إليه ألفى دينار كما ذكرنا، وأنه جسّره على أمور كثيرة لم تكن فى ذهنه، وأن السلطان ملتفت إليه التفاتا كبيرا، وكل ما كان يحتاج إليه طلبه منه فيحمله إليه، ولما سمع سلاّر بذلك خرج عليه نقما كان فى نفسه منه، فكتم ذلك فى باطنه إلى أن جهّز الأمير ركن الدين بيبرس لأجل سفر الحجاز، وعلم أنه متى أوقع به فى غيبة بيبرس كان يتوهم أنه كياد فى حقه حيث ما فعله وهو حاضر، فاستشار الأمير علم الدين الجاولى فى أمره واتفق الحال على أن يقيموا شخصا من القبط يرافع عليه ويظهر فى جهته أموالا كثيرة أخذها هو ومماليكه، فأحضروا شخصا من القبط وأمروه بذلك، فكتب أوراقا عليه بجملة مستكثرة، ولما


(١) «إنه كان وعده مفعولا» - فى زبدة الفكرة.
وهو اقتباس قرآنى مأخوذ من بعض الآيات، ولكنه ليس آية فى القرآن.
(٢) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٣) «قال الشاعر» - ساقط من زبدة الفكرة.
(٤) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٢ أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>