للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضر الأمراء فى دست المملكة شرع الأمير سلار وتحدث فيه بأنه فعل كذا وأخذ (١). فقالت الأمراء: إذا ظهر أنه حاق قطع جلده بالمقارع، فعند ذلك.

رسم بطلبه وطلب مماليكه، كبك وبكتوت وغيرهما، وكان قد أرصد هؤلاء يتحدثون فى أعمال الجيزة، فلما حضر قال له سلاّر: اسمع إش يقول هذا الرجل فيك بأنك أخذت من مال السلطان كذا وكذا، وإنك خنت، وقد عرفت كيف شرطت على نفسك، ثم قال للمرافع: تكلم معه وقل له على هذه الفصول التى ذكرتها عنه، فأخذ ناصر الدين يتكلم بعزة نفس وقال: إش هذا النجس حتى أتكلم معه أو يسمع منه فى حقى، فما هو أتم كلامه حتى قال سلار: وأنت أيضا يا قواد يا نجس ما كنت بين الخلق حتى تكبر نفسك ونتكلم بنفس وعزة، وإذا عرف أحد خيانتك تخرق به قدامنا، فما لنا عندك حرمة، ثم التفت إلى الحاجب وقال له: انزل على رأسه، فضربه على رأسه إلى أن أخرب شاشه، ثم طلب مشد الدواوين وقال له: خذ هذا ومماليكه واستخلص منهم مال السلطان، ولم يتكلم أحد من الأمراء كلمة واحدة، وخرج به مشد الدواوين منكّلا به وقد أخذ سيفه (٢).

وفى اليوم الثانى: شاور عليه مشد الدواوين الأمير عز الدين الاشقر فقال له:

اطلبه قدامك وطالبه بالمال وإلا أسلخ جلده بالمقارع، فخرج عز الدين وطلبه إليه، وعرّفه ما رسم به نائب السلطان. فقال: السمع والطاعة، وشرع فى تحصيل المال وفى بيع خيله وعدته وجميع حواصله أولا فأولا، وصار مشد


(١) «وأخذا» فى الأصل.
(٢) «فى آخر يوم من شعبان» - السلوك ج‍ ٢ ص ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>