وفى بعض التواريخ، ونظم فى الشيخ براق السراج المحار موشحة (١) أولها:
جتنا عجم من جوّا الروم … صور تحير فيها الأفكار
لهم قرون مثل الثيران … إبليس يصبح منهم زنهار
وهى طويلة:
ولما قدم دمشق أراد الدخول إلى الأفرم فى الميدان، فأرسل الأفرم نعامة كان قد تعاظم أمرها وتفاقم شرها فلا يكاد يقاومها أحد، فلما عرضوه لها قصدته، فتوجّه إليها وركبها، فطارت به فى الهواء فى الميدان تقدير خمسين ذراعا إلى أن قرب من الأفرم فقال له: أطير بها إلى فوق شيئا آخر. فقال: لا، ثم أحسن إليه، وكان القان قازان أحضره مرة وأحضر له سبعا ضاريا، فركب على ظهره ولم ينله سوء، فأعظم قازان ذلك، ونثر عليه عشرة آلاف دينار فلم يتعرض لشئ منها.
وقال صاحب النزهة: وكان خربندا أرسله إلى الشام فى الرسلية وذلك لأمر جرى له كما سنذكره إن شاء الله تعالى، ولما توجّه الشيخ براق إلى الشام كان معه بيرق خربندا وكتابه إلى سائر البلاد أن يخدموه أوفر خدمة، ولم يزل سائرا حتى وصل من ناحية الروم إلى بلاد سيس، فسمع صاحب سيس بقدومه، فركب إلى ملتقاه وأنزله فى دار المضيف، وحمل إليه كل ما يحتاج، وكان معه خط خربندا بأنه يعطيه عشرة آلاف درهم، فأحضرها له وسير معه جماعة من أصحابه فى خدمته إلى دربساك، وهى حده إلى بلاد المسلمين، ولم يزل براق
(١) هكذا بالأصل، والصواب «مواليا»، فالموحشة - تلتزم باللفظ العربى الصحيح، بينما المواليا لا تلتزم بذلك، وهو ما نلاحظه فيما يلى.