كان معظما ببلاد الشرق جدا، وكان تاجرا كبيرا، مات فى جمادى الأولى منها، وكان قد سافر فى أول عمره إلى الصين ومعه مال يسير، ففتح عليه، وتمول إلى الغاية، وكان ينطوى على دين وكرم وبر وصدقة، واعتقاد فى أهل الخير، وكان يحمل إلى الشيخ عز الدين الفاروثى فى كل عام ألف مثقال، ثم مالت عليه التتار بالأخذ حتى تضعضع حاله وقلت أمواله، وانتقل إلى واسط.
قال ابن منتاب، قال لى جمال الدين السواملى: ما بقى لى شئ سوى هذا الحبّ، وأرانى حبّا فيه ثمانون ألف دينار، [٣٧١] فبعثه إلى الصين، فكسب الدرهم تسعة، وولى ابنه سراج الدين عمر نيابة الملك بالمعبر، وصار ابنه محمد ملك شيراز، وابنه عز الدين كامل جميع المملك التى لفارس، ورزق جمال الدين من السعادة ما لاحد لها.
قيل: إنه اشترى صدفة مجوفة بدرهم، وذلك فى أول سعادته، وكسرها، فخرج منها درة بيضاء مدورة زنتها خمسة عشر حبة، فقيل: إنها قوّمت على الملك أبغا بستين ألف دينار، وهى التى كانت أول سعادته، وكان من حسنات الزمان، رحمه الله.
الشيخ العابد الصالح خطيب دمشق شمس الدين محمد (١) ابن الشيخ أحمد ابن عثمان الخلاطى، إمام الكلاّسة.
(١) وله أيضا ترجمة فى: درة الأسلاك ص ١٧٣، المنهل الصافى، الوافى ج ٢ ص ١١٩ رقم ٤٦١، ص ١٦٩ رقم ٥٢٧، تالى كتاب وفيات الأعيان ص ١٥٥ رقم ٢٥٣، الدرر ج ٣ ص ٤٢٤ رقم ٣٤١١، السلوك ج ٢ ص ٣٢، شذرات الذهب ج ٦ ص ١٤، البداية والنهاية ج ١٤ ص ٤٤، تذكرة النبيه ج ١ ص ٢٧٦.