للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كل شيء قدير.

وأمر خربندا فإنه عزل إيْليا حميش من الحكم من أطراف بلاده، وقد ذكرنا أنه كان نازلًا على الموصل، وكان يحكم في تلك البلاد نيابة عن خربندا، ولما عزله خربندا ولي عوضه شخصًا من أمرائه يقال له سُوتَاي، وكان من أمكر المغل وأخبثهم وأفرسهم، ثم قال لخربندا: أنا الآن حاكم جديد ولا بد من أن أعمل شيئا أرعب به المسلمين وإلا ما استقر معهم، فقال له خربندا: ماذا تصنع؟ قال: أريد عشرين ألف فارس، فأول ما أنزل أغير بهم على أطراف البلاد، فقال له: افعل ما بدا لك، فجرد معه عشرين ألف فارس، ثم أضاف إليه عشرين ألف فارس أخرى مع شخص من المغل يقال له ثُوكال بُغَا، فسار بهم سُوتَاي أولًا إلى [خِلاطُ] (١)، وكان ابن عميرة لما هرب من عبد الرحمن وصل إلى [خلاط] (٢)، فاجتمع بسوتاي هناك وأخبره بجميع ما جرى عليه مع عبد الرحمن، ثم سار سوتاي ومعه ابن عميرة وجاءوا إلى البشيرية (٣)، فأقاموا عليها ثلاثة أيام، ثم رحلوا طالبين سنجار (٤).

وكان في سنجار قصاد من حلب، فلما سمعوا بهم خرجوا مسرعين وأتوا إلى حلب وأعلموا الأمير قرا سنقر بذلك، وقال عبد الرحمن: أخاف أن [يغيروا] (٥) على قلعة الروم، فعند ذلك سَيَّر قرا سنقر إلى جميع القلاع وأعلمهم بأن يكونوا على حذر.

وأما سوتاي فإنه جاء بمن معه إلى نصيبين، ثم عاد منها يطلب قلعة الروم، وكان في تلك البلاد تركمان فأعلموا بذلك أهل البلاد، فإذا هو قد عدّى بمن معه من مخاضه


(١) أخلاط: في الأصل، خِلَاط: بكسر أوله، بلدة مشهورة، وهي قصبة أرمينية الوسطى، معجم البلدان.
(٢) أخلاط: في الأصل، ينظر الهامش السابق.
(٣) قلعة بشير: من قلاع الأكراد، معجم البلدان.
(٤) سنجار: بكسر أوله، وسكون ثانيه: مدينة مشهورة من نواحي الجزيرة، فيها من الموصل ونصيبين، معجم البلدان.
(٥) تغيروا: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>