للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سُمَيْساط] (١) وأغار على حصن منصور، ثم أغار على [بهَسْنا] (٢) إلى قلعة الروم، وكان تركمانٌ كثيرٌ نازلين في هذه البلاد ومعهم أغنام كثيرة وجمال، فساق سوتاي جميعها، وسبى حريم التركمان وأولادها، وبلغ الخبر إلى نائب قلعة الروم، فأرسل إلى نائب حلب وأعلمه بذلك، فجمع نائب حلب أمراء حلب وأعلمهم بذلك، فاتفق رأيهم على أن يبعثوا من يُعْلم بذلك: نائب الشام، ونائب حماة، ونائب طرابلس، ليجتمعوا على حلب، فإن سوتاي هذا ملعون وله شوكة لا ترد من هذه البلاد.

ثم قال [نائب] (٣) حلب لعبد الرحمن: مالك ساكت لا تتكلم؟ فقال: تسمعون منّي؟ قال: نعم، فقال: اجمعوا هؤلاء العساكر جميعهم، فنجتمع كلنا على نهر الساجور (٤)، ثم [نكشف] (٥) أخبار سوتاي، فإن كان قصده التوجه إلى ديار بكر سرنا خلفه، وإن كان معولًا على سنجار قطعنا عليه الطريق ونأخذه إن شاء الله تعالى، فاستصوبوا رأيه، ثم خرجوا إلى ساجور، وخيموا هناك، واجتمع عندهم عساكر القلاع، وأتوا أولًا فأولًا.

وجاء إلى نائب حلب بعض الجواسيس وأخبر أن سوتاي لما أغار على تلك البلاد عاد بمن معه راجعين، ولما سمع بذلك عبد الرحمن قال: يا مولاي، أقول إن شاء الله ما يفوتنا هؤلاء لأنهم لا غنى لهم عن الرواح إلى سنجار، ونحن الآن أقرب إلى سنجار منهم، وهم في هذا، فإذا جماعة أقبلت من ناحية قلعة الروم وهم خمسمائة فارس يقدمها على شير، وأتت جماعة أخرى من ناحية البيرة وهم أيضًا خمسمائة فارس يقدمها سليمان بن اسْبَاسالَار، وأتت جماعة أخرى من ناحية عينتاب (٦) وهم سبعمائة


(١) شميساط: في الأصل، والتصويب من معجم البلدان، وهي: سُميساط: بضم أوله وفتح ثانيه: مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربى الفرات، معجم البلدان.
(٢) بهستي: في الأصل، والتصويب من معجم البلدان، وهي: بهَسْنا: بفتحتين وسكون السين، قلعة بقرب مرعش وسميساط، معجم البلدان.
(٣) يا يلب: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٤) الساجور: نهر بمنبج، معجم البلدان.
(٥) يكشف: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٦) عينتاب: مدينة: بين حلب وأنطاكية، وهي من أعمال حلب، معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>