للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأرمن، وسمع قرياقس الصراخ فرجع فتلقاه الأرمن وأخبروه بقتل أخيه، فطلب أن يركب فحالوا بينه وبين الخيل، فارتفعت (١) الأصوات تحت الظلام، وكان قرياقس من الشجعان فهجم على قازان جوق وحصل مركوبًا فركبه، واجتمع [معه] (٢) عَصَبة من الأرمن فلم يزل يقاتل معهم إلى أن قتل منهم جماعة ومَا أصبح الصبح إلا وقرياقس معه مائة من أصحابه قد أسندوا ظهورهم إلى جبل هناك وقتلوا من المغل كثيرًا، فلما رأى ذلك قازان جوق قال: إن تخلص هذا ودخل (٣) قلعة من القلاع لا يحصل لنا خير، فإنه يُعَرِّف بذلك أصحاب القلاع وما يمسكون الدربندات، وما يمكنوننا من الخروج فنهلك، فحمل هو بنفسه على قرياقس، وكان من فرسان الخيل، فتلقاه قرياقس وجعل قازان جوق نفسه هاربًا بين يديه، ثم أخرج سهمًا وأرسله إليه فأصاب صدره وخرج من ظهره ووقع ميتًا، ثم عمل السيف في الأرمن وأفنوهم عن آخرهم.

ثم سار قازان جوق ونزل على قلعة سيس ورأس التكفور ورأس أخيه قرياقس على رماح المغل، وأمر أن ينادي بأنكم رأيتم هذا، فإن أردتم السلامة فأَنْزِلُوا رسولَ (٤) صاحب مصر حتى آخذه وأروح وإلا حاصرتكم وأخربت بلادكم وأسبي الحريم والأولاد، وتحيرت الأرمن وتشاوروا فيما بينهم، فاتفقوا على أن يسلموا إليه الشهروزي وأصحابه، فأخذهم قازان جوق ورحل يطلب ناحية الروم، وكانت الأرمن قد اجتمعوا مع أمير من أمراء القلاع يقال له: زنجفري، وكان من جبارة الأرمن، وساروا ومسكوا عليهم درب الروم، فلا سمع المغل بذلك لامُوا قازان جوق على فعله. فقال لهم: لا تذلوا أنفسكم يأخذونا، فأشار إليهم أن يخرجوا من دربند مَرى إلى عينتاب، فقال بُرْغلي، وهو أمير أيضًا: نخاف من عسكر حلب، فقال له قازان جوق: لا تخافوا، أنا أصلحت قرا سنقر وعملت معه مكيدة.


(١) فارتفع: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٢) عنه في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٣) ودخل معه: في الأصل ومشطوب على كلمة معه.
(٤) رسول: في هامش الأصل، ومنبه على موضعها بالمتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>