للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم لم يزالوا سائرين حتى خرجوا من المري، فجفل فيهم أهل عينتاب وأعزاز والراوندان وأهل تلك البلاد، ثم أرسل قازان جوق إلى أمراء التركمان في تلك البلاد أن لا تخافوا فإنا من جملة غلمان مولانا السلطان، وقد أخربت بلاد سيس وقتلت التكفور وجئت هاربًا إلى السلطان، ثم أركب جماعة من عنده وأرسلهم إلى الأمير قرا سنقر نائب [حلب] (١) [بأنه] (٢) أخرب سيس وقتل تكفور وأخاه وجماعة كثيرة من الأرمن، وأنه وصل إلى عينتاب ومعه عشرة آلاف من المغل وأنه يريد أمان السلطان، فلما وقف قرا سنقر على خبره فرح وأرسل في الحال بريديًا إلى مصر يعلم السلطان بما جرى لقازان جوق ونزوله على عينتاب وأنه يطلب الأمان.

وأقام قازان جوق على عينتاب، ووصلت إليه الإقامات والعلوفات، واستراح هو وأصحابه من التعب، وبقى قرا سنقر ينتظر البريدي الذي أرسله إلى مصر، فإذا به وقد حضر ومعه أمان السلطان والخُلع السنية لقازان جوق وللأمراء الذين معه، ووعد لهم بالإقطاعات والأخباز، فأرسل قرا سنقر جميع ذلك إليه مع مملوك من مماليكه يقال له: كيكلدي [الخازندار] (٣).

فلما وصل إليه كيكلدي قرأ عليه كتاب السلطان، وكان التركمان الذين هناك قد تراجعوا من الجفل واطمأنوا، ولما فرغ [من] (٤) قراءة الكتاب وأخذ قازان جوق الأمان والخلع قبض على كيكلدي، وركب في الحال بمن معه، وأغار على التركمان، ثم طلب ناحية أغجا دَرَبند وعبر منها إلى ملطية.

وكان صاحب سيس قد أرسل أخاه هَريُنْد إلى خَرْبَنْدا في الأردو، قبل أن يجري لقازان جوق ما ذكرناه من الأمور، وكان معه تقادم لخَرْيندا، وكان في كتابه أن حكام


(١) إضافة مما سبق للتوضيح.
(٢) فإنه: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٣) الخزندار: في الأصل.
(٤) عن: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>