للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملك الناصر داود (١) بن الملك المعظم عيسى بن السلطان الملك العادل أبى بكر ابن أيّوب.

توفى فى هذه السنة بظاهر دمشق فى قرية يقال لها البويضاء، ومولده سنة ثلاث وستمائة، وكان عمره نحو ثلاث وخمسين سنة، وقد ذكرنا أحواله وما جرى عليه فى السنين الماضية، وكان أصاب الناس فى الشام فى تلك المدة وباء مات فيه الناصر داود، وخرج الملك الناصر يوسف صاحب دمشق إلى البويضاء، وأظهر عليه الحزن والأسف، ونقله ودفنه بالصالحية فى تربة والده الملك المعظّم.

وكان الناصر داود فاضلا، ناظما، ناثرا، وقرأ العلوم العقلية على الشيخ شمس الدين الخسرو شاهى تلميذ الإمام فخر الدين الرازى (٢)، وكان حنفى المذهب مثل والده.

وله أشعار جيّدة، فمنها قوله:

عيون عن السّحر المبين تبين … لها عند تحريك القلوب سكون

تصول ببيض وهى سود فرندها … ذبول فتور والجفون جفون

إذا ما رأت قلبا خليّا من الهوى … تقول له كن مغرما فيكون (٣)


(١) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، درة الأسلاك ص ١٦، النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ٦١، العبر ج‍ ٥ ص ٢٢٩، فوات الوفيات ج‍ ص ٤١٩ رقم ١٤٩، ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ١٢٦ - ١٧٨، السلوك ج‍ ١ ص ٤١٢، المختصر ج‍ ٣ ص ١٩٥ - ١٩٦، الذيل على الروضتين ص ٢٠٠، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٢٧٥.
(٢) هو محمد بن عمر بن الحسين الرازى، فخر الدين، المعروف بابن الخطيب، والمتوفى سنة ٦٠٦ هـ‍/ ١٢٠٩ م - وفيات الأعيان ج‍ ٤ ص ٢٤٨ رقم ٦٠٠.
(٣) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ١٩٥، وذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ١٥٢ - ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>