للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفى فى شعبان من هذه السنة، عن ثمانين سنة، وقد ملك الموصل نحوا من خمسين سنة.

وكان ذا عقل ودهاء ومكر، لم يزل يعمل على أولاد أستاذه، وزالت الدولة الأتابكية عن الموصل، وقد ذكرنا مسيره إلى هلاون اللعين، فمكث بعد مرجعه بالموصل أياما يسيرة، ثم مات ودفن بمدرسته البدرية بالموصل، فتأسّف الناس عليه لحسن سيرته وجودته وعدله.

وقد جمع له الشيخ عز الدين (١) بن الأثير كتابه المسمى بالكامل فى التاريخ، فأجازه عليه وأحسن إليه، وكان يعطى لبعض الشعراء ألف دينار وغيرها.

وقام فى الملك بعده ولده الصالح إسماعيل.

وقد كان بدر الدين لؤلؤ أرمنيّا اشتراه رجل خياط، ثم صار إلى الملك نور الدين أرسلان (٢) بن عز الدين مسعود بن مودود بن زنكى بن آقسنقر الأتابكى صاحب الموصل، وكان مليح الصورة فحظى عنده، وتقدّم فى دولته إلى أن صارت الكلمة دائرة عليه، والوفود من سائر جهات ملكهم إليه، ثم أنه أخنى على أولاد أستاذه فقتلهم غيلة، واحدا بعد واحد، إلى أن لم يبق معه أحد منهم، فاستقلّ بالمملكة حينئذ، وصفت له الأمور وراقت.


(١) هو على بن محمد بن محمد بن عبد الكريم، المعروف بابن الأثير الجزرى، عز الدين، المتوفى سنة ٦٣٠ هـ‍/ ١٢٣٢ م - وفيات الأعيان ج‍ ٣ ص ٣٤٨ رقم ٤٦٠.
(٢) هو أرسلان شاه بن عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود، الملك العادل، المتوفى سنة ٦٠٧ هـ‍/ ١٢١٠ م - وفيات الأعيان ج‍ ١ ص ١٩٣ رقم ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>