للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ساعتئذ] (١) أن يُكتب كتاب إلى الملك الناصر وفيه: ساعة وقوفك على هذا الكتاب، ومن قبل وضعه من يدك، ارسل لَنا نُغيه ومغلطاي ومماليكهما، وتبعث المماليك [الذين] (٢) عندك في الكرك، ولا تخل منهم عندك سوى خمسين مملوكًا والباقي أرسلهم فإني اشتريت الكل من بيت المال، وإن لم تسيرهم سرت إليك وأخذتك وأنفك راغم، وسير الكتاب مع بريدي إلى الملك الناصر.

وأما نُغيه فإنه سار إلى الكرك فوجد السلطان في الصيد، فقال نُغيه لمغلطاي: أنزل أنت ها هنا وأنا أسير إلى السلطان، ثم إنه ركب هجينا وأخذ معه ثلاثة مماليك، وسار إلى ناحية عقبة أيلا، وإذا بالسلطان نازل في موضع وعنده خلق كثير من العرب والترك، فلما رأوا نُغيه وقد أقبل من صدر البرية أرسل إليه خيلًا ليكشفوا حاله وخبره، فلما قربوا منه عرفه مماليك السلطان، فرجعوا وأعلموا الناصر أنه نغيه، فقال السلطان: الله أكبر، ما جاء هذا إلا عن أمر عظيم، ولما حضر باس الأرض بين يدي الناصر ودعا له، فقال له السلطان: أراك جئت في مثل هذا الوقت إلى هذا المكان، حدثني بحقيقة أمرك، فأنشأ نُغيه يقول:

أنت الملك وهذه أعناقنا … خضعت لِعز عُلاك يا سلطاني

أنت المُرجَّى يا مليك فمن لنا … أسد سواك ومَالِكُ البُلْدَاني

يا مرتجى عند الشدائد كلها … يا ناصرٌ منصور بالرحماني

جئناك يا بطل همام فقم بنا … فالمُلك مُحتاج إليك عَيَاني

ارحم بلادك والرعيةَ كلَّها … وعواتقُ الفتيان والنسياني

ثم قال: يا خوند، لما توجه مولانا السلطان إلى الكرك ما كان يقدر المملوك على


(١) مساعتئذ: في الأصل، وهو تحريف.
(٢) الذي: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>