للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان الناصر، فقال تمر: ومن معه؟ قالوا يا مولاي، أولهم الأمير قفجق الذي زلزل الشاميين، والأمير قراسنقر، واسندمر، والحاج بهادر، وقطلوبك، وتمر الساقي، وبهادر آص، وبيبرس العلائي، وبيبرس المجنون، والجاولي الذي ما (١) على وجه الأرض أذرى منه، ولا أكثر حيلة، وبقى الأمير تمر يطول معهم في الحديث وهو ينتظر مقلزون الهجان، ولما أبطأ عليه (٢) قال لهم: ما تجيبون لنا شيئًا من المأكول لنا ولدوابنا؟ فقالوا: بلى والله، فأمر واحدًا من مماليكه وأعطاهم مائة درهم، فقال لهم: اشتروا لنا عليقًا يكفينا أربعة أيام، فذهبوا إلى قرية هناك بالقرب منهم، فاشتروا كل ما أراد تمر ورجعوا إليه، وقد مضى نصف النهار، واستراح هو وأصحابه، ثم ركب وقت العصر ولم يحضر مقلزون، خاف من أمر حدث عليه، فنظر يمينًا وشمالًا، فإذا بخيول الأمراء وهي مربوطة على البرسيم، فقال لأصحابه: لا بد لي من سوق هذه الخيول.

فبينما هو في ذلك الحديث فإذا بمقلزون قد حضر، فقال تمر لأصحابه: اركبوا، فركبوا، ثم ساقوا الحيل التي هناك، وكانت قريبًا من ألف [فرس] (٣)، فوقع الصياح وجاءت الخفراء إلى تمر وقالوا: ما هذا يا أمير؟ فقال لهم: أنا الذي كنت بالأمس على آبار [مسامة] (٤)، وأنا تمر الساقي، وأنا جاليش (٥) قفجق، وغدا يكون عندكم، ثم توجه هو وأصحابه نحو البرية، والخيل تُساق قدامه.

وقد ذكرنا أن الأمير برلغى على [بلبيس] (٦)، فجاءه الخبر، وركب وسار إلى أن وصل إلى العباسة، جاء إليه الخفراء وأخبروه بما جرى جميعه، وذكروا عن تمر أنه قال.


(١) ما: ملحقة بين الأسطر في الأصل.
(٢) ولما أبطأ عليه من مماليكه: في الأصل، ومشطوب على كلمة "من مماليكه".
(٣) فارس: في الأصل.
(٤) سامة: في الأصل، والتصويب مما سبق.
(٥) الجاليش: راية عظيمة في رأسها خصلة من الشعر، تحمل في مواكب السلطان، لاسيما المواكب الخاصة بالحرب، وكان المماليك يطلقون اللفظ أيضًا على الطليعة من الجيش، ينظر صبح الأعشى ٤/ ٨، وهامش السلوك ١/ ٩٢٨.
(٦) تلبيس: في الأصل، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>