للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رقابكم كلكم (١)، وقد أعطينا نيابة دمشق لكراي، فجميع ما يقول لكم فاقبلوه ولا تخالفوه، وأي من خالفه لا [يسأل] (٢) ما يجرى عليه من أليم عذابنا، واحتاطوا كلكم على قراسنقر من حيث لا يعلم إلى أن يصل كراي.

فلما سمع الأمراء بذلك [أحاطوا] (٣) بالقصر، ونزل تلك الليلة نائب قلعة دمشق ومعه مائتا رجل وباتوا حول القصر، وأصبح أرغون، وقال لقراسنقر: لم لا تفعل ما رسم به السلطان وتسير إلى حلب سريعًا؟ فقال له: إن مولانا السلطان تصدق على بحلب، وأنا وحدي ما أقدر أروح، فأمهل عَلَىَّ حتى آخذ مماليكي وعيالي، فقال له: مرسوم السلطان إنك تروح على البريد، فقال: إذا كان كذلك فحط في رجلي قيدًا، واغتاظ غيظًا شديدًا (٤)، وقال: يا مخانثة ما زلتم حول هذا السلطان حتى ما خليتم له صديقًا، وما بقيت أروح حتى [يأتيني] (٥) مرسوم ثان، فقال له أرغون: افعل ما تريد.

فعند ذلك أرسل قراسنقر مملوكًا على البريد إلى السلطان، يذكر في كتابه: أن المملوك لم يزل مترقبّا ما يرد من الأبواب الشريفة ليقابله بالسمع والطاعة، وقد جاء الأمير سيف الدين أرغون الدوادار، وعلى يده كتاب يتضمن مسير المملوك إلى حلب، فأجاب المملوك بالسمع والطاعة، غير أن مولانا السلطان يعلم أن المملوك شيخ كبير ولولا المماليك [الذين] (٦) حوله يركبونه وينزلونه كان عاجزًا عن الركوب، وقال أرغون للمملوك: أن يروح إلى حلب على البريد بمملوكين، والمملوك عاجز عن مثل هذا الرواح، فإن كان أحد قد نقل إلى المسامع الشريفة عن المملوك شيئًا وتريد أن تفعل بي كما فعلت بغيري فلا حاجة إلى هذه الدورة، والمملوك يشد وسطه بمنديل ويجئ إلى الأبواب الشريفة.


(١) كلكم: بهامش الأصل ومنبه على موضعها بالمتن.
(٢) يسأ: في الأصل، وتم استكمال الكلمة.
(٣) احتاطوا: في الأصل.
(٤) عظيمًا: في الأصل، ومشطوب عليها، وفوقها بين الأسطر كلمة شديدًا.
(٥) تأتيني: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق.
(٦) الذي: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>