للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلخ ربيع الآخر؛ فدخلت الأمراء، وأعلموا السلطان بقدومه، فطلبه، فلما حضر بين يديه قال له: يا سلار:

قال: لبيك يا خوند.

قال له: كم لك مدة أنت حاكم في ملك مصر والشام؟

قال: أربعة عشر سنة.

قال: قد استوليت على دخل مصر والشام، وأنت الذي كنت تقطع وتوصل، وأخذت الكل في كيسك، ومنعت بيت مال المسلمين، وها أنت وأنا نتحاكم بين يدي القضاة الأربع ليحكموا فيك، وفيّ.

ثم أحضر القضاة، وأجلس سلار [بحذائه] (١)، وقال: ادعى على غريمي هذا بمال مصر والشام من مدة أربعة عشرة سنة.

فقالت القضاة لسلار: ماذا تقول؟

فقال: والله إن قارون يعجز عن عشر ما يدعى، لكن أحمل على قدر طاقتي، فعند ذلك أمر السلطان للأمير الجاولي أن يأخذ معه مماليكًا وينزل إلى داره ويأخذ ما فيها.

قال ابن كثير: فاستخلصت أمواله وحواصله في مدة شهر، ثم قتل بعد ذلك (٢).

ونذكر عن قريب ما أُخذ منه من سائر أصناف الأموال، ثم بعد ذلك أرسله إلى السجن بقلعة الجبل.


(١) بحذاه: في الأصل.
(٢) البداية والنهاية ١٨/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>