للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني واثق منكم بحبل … متين لا يُرَثُّ له مباني

فكن لي عنده حِصْنًا حَصِينا … فإن في ذمامك في أمانى

قال الراوي: فلا سمع سليمان ذلك من قراسنقر طرب واهتز على ظهر حصانه، وأنشد يقول:

ألا يا صاح دع ذكر المغاني … وكاسات المثالث والمثاني

ولهو العيش مع بيض وغيد … تعرق الشمس حسنا مع معاني

ألا يا آل فضل يا عوادي … أيا عونًا على رَيْب الزمان

أجيبوا للنداء بكل فحل … متين المتن مُعْتدّ حصان

وكلٍ سَمَيْدعٍ شهم هُمام … غضنفر باسلٍ ضخم اليدان

أنا ليث الحروب أبو المعالي … سليمان غدًا تنظر طعاني

إذا ثار الغبار من السعالي … وطار الشُّهب من تحت اليدان

هناك تري ليثًا عبوسًا … أُوَافيها ولو قطعت يمان

بسيف كان لي في عهد عادٍ … صقيل المتن أخضر هندواني

وتبصر موقفي في كل أرض … صديقي مع عدوي يشهداني

مهنى كن لنا ظَهرًا وحِصنًا … فنحن إليك نسعى لاستماني

إذا جئنا نزلنا منك أرضًا … فشمس الدين يُصبح في أمان

قال الراوي: فلما سمع قراسنقر ذلك من سليمان شكره ودعا له، فقال له سليمان: يا أمير شمس الدين، طيب قلبك واشرح صدرك، ما بقى ينالك مكروه، ها نحن لك

<<  <  ج: ص:  >  >>