للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمير (١) حسين وقلي اللبوس، وبقيا ينظران إلى السناجق وهي لا تتحرك من مكانها، فَسَير أمير حسين مَنْ يكشفها، وإذا بها سناجق قطلوبك بن جاشنكير، فغضب أمير حسين وطلبه، وأخرق به وضربه مائة، وتشوش وأحرق سناجقه.

ثم نزلوا من مرج حين إلى جانب العاصي، فرأوا منزلة الأفرم، فيها جماعة من الفلاحين يفتشونها، فسألوهم عن الأفرم، قالوا: بات البارحة هاهنا، ولكن جبالهم ما وصلت إلى الصباح، فلما سمعت الأمراء بذلك ساقوا على آثارهم إلى بعد الظهر فوصلوا إلى الغسولة ولم يروا أحدًا فأيسوا منه.

وجاء واحد من مماليك أمير حسين إلى خان الغسولة يسأل عن الأفرم، فأخبره واحد بأن الأفرم عبر عليهم، وهم مقدار خمسمائة فارس وجماعة أمراء، وجاء الزردكاش إلينا وأخذ خيل البريد وراحوا من ضحوة النهار، وأما جماله وثقله [فما] (٢) راحت.

فأخبر المملوك بذلك لأمير حسين، فساروا مجدين، وقد ذكرنا أن مغلطاي كان قد انقطع مع الثقل في ثلاثين [فارس] (٣)، وهم سابقون مجدون، فإذا بأمير حسين قد أدركهم هو والأمير قلي، ولما رآهم مغلطاي صاح لأصحابه، فقال: إن سلَّمنا لهؤلاء يكون عيب عظيم، فقوموا واجتهدوا واتبعوني أينما رحت، ولا يهرب منكم أحدٌ، فأي من هرب ضربت رقبته.

ثم إنه لما رأى أمير حسين قدام الخيل عرفه، فقال له: يا ولد الزنا وتربية الخنا، هذا جزاء الأفرم منك؟! فعارضه كالبرق الخاطف، وكان مغلطاي شجاعًا مشهورًا بينهم، ورماه بسهم فأصاب رقبة فرس أمير حسين، ثم رماه بآخر فأصاب جنبه، فوقع الحصان على الأرض، فأسرعت إليه ماليكه وأركبوه، فنجى منه، بعد أن قتل سبعة أروس من


(١) الأمير: في الأصل، ومصححة.
(٢) فكما: في الأصل.
(٣) فارسًا: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>