للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخيل.

فأخذ أمير حسين وقلي الثقل كله، وعاد مغلطاي إلى أستاذه وفي قلبه النار، فسأله عن قضيته، فأخبره بما جرى، وأن الثقل قد أُخذ، وأنه بعد جهد عظيم تخلص منه، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وأما الأمراء الذين كانوا مع الأفرم فعلموا في ذلك الوقت أن الكتاب الذي قرأه الأفرم عليهم كان زورًا، وأنه راح إلى قراسنقر، وكان كل ما يملكه الأفرم كان على الجمال التي أُخِذت.

ولم يزل الأفرم سائرًا حتى أتي إلى سلمية، وسأل عن مهنا، فقالوا: هو على القسطل، وكان قد جاء إليه خبر الأفرم بأنه واصل إليه، وكان قد اختفى قراسنقر وغير حليته، وكان يقول للناس إنه قد راح من عندي، وكان أرغون قد أرسل إليه يعتب عليه، ويقول له: لا تضيع ما بينك وبين السلطان لأجل قراسنقر ويكون ذلك سبب دمار العرب كلها، وعلى كل حال إن قراسنقر مملوك السلطان، فلا تدخل بينه وبين مملوكه، فأرسل مهنا إليه: أن قراسنقر راح من عنده، وكان مهنا قد قال لابنه سليمان: خذ قراسنقر وابعد عنا مسيرة يوم في البرية.

ولما جاء الخبر بذلك إلى أرغون كتب إلى السلطان: بأن مهنا بأطراف البرية وقراسنقر عنده، ولولاه لأخذنا قراسنقر، وأن أخا مهنا فضلًا وولده موسى عندي مواظبين الخدمة ليلًا ونهارًا، وأخبره بجميع ما جرى، وأرسل كتابه مع ابن موسى، وكان شابًا يسمى محمد، وكتب أيضًا فضل كتابًا إلى السلطان.

وأما الأفرم والزردكاش فإنهما وصلا إلى مهنا، فركب إلى ملاقاتهما، ثم أنزلهما في جواره، فسألاه عن قراسنقر، فقال: إنه مع ابني سليمان في البرية يصطادان، ثم قال الأفرم: أريد أن توقفني على الكتاب الذي جاء به سليمان، فأحضره مهنا ووقف عليه الأفرم، فإذا فيه:

إلى أرغون، إنك إذا قبضت على قراسنقر اقبض على مهنا وعلى الأفرم وعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>