للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَلَّيت ورُحت، فبعد ذلك يقبض عليكم كلكم، فتندمون ولا ينفعكم الندم، وقد ظهر لكم فعله بغيركم، وإن أمراء دمشق كلهم كاتبوني، وكذا كاتبني نائب دمشق، والمعول عليه كله أنت، يقول (١) لبيبرس العلائي.

ولما وصل القاصد إلى بيبرس بالذهب طلب كجكن وغرلو وغيرهما من الأمراء الذين على حمص، وقرأ عليهم الكتاب، فقال لهم: والله، إنه لصادق فيما قاله، وفرق عليهم الذهب، فأعطى ألف دينار لطوغان، وألف دينار لبرواني، وألف دينار لبيبرس المجنون، وألف دينار للتاجي، وألف دينار لكجكن.

وسَيَّر قرا سنقر أيضًا قاصدًا إلى نائب دمشق، جمال الدين أقوش، وسير له معه جملة من الذهب قيل مقدار خمسين ألف دينار، وكتابًا يذكر فيه على لسان الأمراء المماليك:

قرا سنقر، وأقوش الأفرم، وأيبك، وبلبان الدمشقي، ومن معهم من الأمراء، يقبلون الأرض وينهون أن المماليك قد اتفقوا مع أمراء الشام وحلفنا كلنا بأنا قد رضينا بأن تكون أنت سلطانًا علينا لما نعلم من دينك وعقلك ومروءتك ورفقك بالرعية، وحلف معنا أيضًا مهنا وجميع أمراء العربان، ونحن منتظرون الجواب.

فلما قرأ نائب الشام كتاب قراسنقر ورأى الذهب (٢) الذي مع قاصده إليه صدقة في نفسه، فكتب جوابه:

بأن المملوك رجل غريب في الشام، وما أظهر بيبرس لأحد من أمراء الشام، ومهما [عملتم] (٣) أنتم فأنا موافق لكم.

ولما جاء الجواب بهذا إلى قراسنقر فرح فرحًا شديدًا.

وأما مماليك الأفرم ومماليك قراسنقر ومماليك بقية الأمراء اتفقوا مع التركمان الذين


(١) تقول: في الأصل.
(٢) الذهب: في هامش الأصل، ومنبه على موضعها بالمتن.
(٣) علمتم: في الأصل، وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>