للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها، ولما وصل إلى بيوته رَحَّلها إلى جبال منيعة في بلاد سيس وحَصَّنها هناك، وكان معه خمسة من أمراء التركمان ومعهم خمسمائة بيت.

وأما قرطاي فإنه لما جاء له بطاقة ركب في مائتي نفس من عسكر، فلم يقدروا عليهم، ورجعوا خائبين، ثم أرسل قرطاي إلى أرغون بأن ابن الدربساكي ما جاء إلى حلب، بل أخذ بيوته وراح إلى جبال منيعة في بلاد سيس، فالآن ما يقدر عليهم أحد.

وأما ما كان من حاجب مهنا الذي أرسله إلى السلطان، وابن موسى الذي أرسله أرغون، فإنهما لما وصلا إلى مصر وحضرا قُدَّام الملك الناصر، فقرا الملك الناصر أولًا كتاب أرغون وفهم ما فيه، ثم قرأ كتاب مهنا، ثم قال لحجابه، وهو مُغضب، إش مهنا؟ وإش مقداره حتى يكتب لي كل وقت مثل [هذه] (١) الكتب التي ليس تحتها طائل، ويأمرني أن أفرق البلاد على هؤلاء الكلاب، ولولا مهنا ما خرجوا عليَّ، وهو الذي أطمعهم فيَّ، دعه يأخذهم ويروح بهم إلى [أي] (٢) موضع شاء، ثم أمر في الحال أن يُخلع علي ابن موسى، وأمر أن يُكتب له نصف إمارة العرب، ونصفها لفضل بن عيسى، فكتب الإمرة بين الاثنين، وكتب إلى أرغون يقول:

حال وقوفك على هذا الكتاب، وقبل وضعه من يدك، تركب بعسكر مصر والشام وتسوق خلف الأفرم وقراسنقر ومهنا أينما كانوا، إما أنك تجيبهم، وأما تهلك أنت ومن معك في البراري.

ثم أمر لابن موسى بالرجوع، وأرسل معه كتبًا لموسى وفضل ومشافهة كثيرة لهما، فقال ابن موسى: والله، لنحضرنهم بين يدي مولانا السلطان وهم أذلاء صاغرون، ولو غاصوا في الأرض السابعة، فشكره السلطان.

وأما حاجب مهنا فإنه طلب جواب كتابه، فقال السلطان: خَلُّوه يروح، وليس


(١) هذا: في الأصل.
(٢) إضافة للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>