للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أشأم] (١) بيات، وعند الصباح رحلوا راجعين، ولم يزالوا حتى وصلوا إلى حمص، فتلقاهم أرغون، وقال لهم: ما جرى؟ فأخبروه بأن مهنا ضرب في البرية ومعه الأمراء، وسرنا خلفهم ثلاثة أيام حتى هلكت خيلنا من العطش، ورجعنا ونحن في أَسْوَأ حال.

ثم إن مهنا أرسل إلى سليمان، يقول له: إن العسكر قد رجع إلى حمص، ورجع هو من المَرْبَعة ونزل على الشجيرة، بجنب سلمية.

وأرسل أرغون بريديًا إلى مصر يُعلم السلطان بأن العسكر راحوا خلف مهنا ومن معه ثلاثة أيام، فلم يظفروا بهم، لكونهم دخلوا في البرية، وهلكت خيول الناس، فرجعوا، فما وصلوا إلى حمص حتى عاد مهنا بمن معه إلى سلمية، وبهذا الحال ينكسر عسكر السلطان ولا يحصل المقصود، وأنهم لا يقدرون على العرب إلا بعسكر يركبون الهجن ويجنبون الخيل، ويكون معهم روايا وقرب كثيرة.

فأرسل السلطان إلى أرغون، وهو ينكر عليه، ويقول: مَن هلك من الأمراء، ومن خَرج منهم؟ فوالله العظيم، إن لم يروحوا وراءهم ويسوقوا خلفهم أخربت ديارهم وأعدمت أرواحهم، فَجَرِّد كل من عندك وتبقى أنت وحدك على حمص.

فلما وقف أرغون على هذا في كتاب السلطان قال للأمراء: هذا مرسوم السلطان يأمركم أن تخرجوا وراءهم ولا ترجعوا عنهم إلا أن يخرجوا من البلاد وتهلكوا أنتم كلكم، فقالوا: السمع والطاعة.

فعند ذلك جَرَّد أرغون: الأمير كجكن، والأمير غرلو، والأمير جنكلي [بن] (٢) البابا، ومعهم خمسة آلاف فارس، ومعهم: محمد بن أبي بكر، وآل علي، وموسي بن مهنا، فركبت العساكر، وبلغ الخبر إلى مهنا، فرحل من الشجيرة ونزل على القسطل.

قال الراوي: بلغني أن في ذلك النهار بينما وصلوا إلى سلمية هلكت مائة وخمسون


(١) أيشم: في الأصل.
(٢) إضافة مما سبق للتوضيح

<<  <  ج: ص:  >  >>