للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى السلطان وطلب الحضور حتى يحكي له ما جرى ويكون له يد عند السلطان.

فلما حضر عند السلطان قبل الأرض، ثم أخرج كيسًا فيه ألف دينار ووضعه بين يدي السلطان، فقال له: إش هذا؟ فقال: ألف دينار جاءني من عند قراسنقر، فقال له: جاء لك وحدك؟ قال: لا، بل سَيَّر لكل أمير في الشام "ألف دينار" (١)، وسَيَّر لنائب الشام جملة مستكثرة، وأَكثر العسكر متفقون معه، أنا، ونعمة السلطان، أقدر على أن أجيبه وهو ذليل حقير، فإن رسم مولانا السلطان يُجَرِّد معي ألف فارس من مماليكه، فإن لم أجيبه اشنقني على باب القرافة، فقال السلطان: قل لي، مَنْ هم من الأمراء الذين أخذوا الذهب من قراسنقر، قال: المملوك، ونائب الشام، وبيبرس المجنون، [والبرواني] (٢)، والتاجي، وطوغان، وكجكن، وغرلو، هؤلاء الأمراء أخذوا الذهب، ثم إن السلطان خلع عليه وقال: ارجع سريعًا وأنا أجَرِّد لك ألف فارس من المماليك يلحقونك.

ثم أرسل السلطان بريديًا إلى نائب الشام، يقول له: ساعة وقوفك على هذا الكتاب، اركب البريد واحضر عندنا، فإنا نريد أن تكون في المشورة في أمر، فخرج البريدي من مصر قبل خروج بيبرس العلائي، ثم افتكر السلطان في أمر بيبرس، فتارة يصمم على مسكه وتارة على تركه، وكان قبل خروجه من مصر، ثم أرسله كما ذكرنا، ولما وصل إلى الغور لقى نائب الشام، وجو جاءٍ رائح إلى مصر على البريد، فقال له: إش عملت في مصر؟ وهل جِبْت كلامي عند السلطان؟ فخلف أنه ما جاء بذكره، ولا علم بمجيئه إلى أن التقاه.

ثم سار بيبرس حتى وصل إلى دمشق، ومعه كتاب السلطان إلى القرماني بأن يجرد معه ألف فارس، وينفق لكل فارس خمسمائة درهم، ففعل القرماني ذلك، ثم سار إلى حمص وأخبر أرغون ما جرى في مصر وطول الطريق، ولما استقر فإذا


(١) مكرر في الأصل.
(٢) والمرواني: في الأصل، والتصويب مما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>