للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتمر الساقي قد وصل إلى أرغون.

وقد ذكرنا أن السلطان كان قد أمر بمسك بيبرس هذا، فمسكه، ومعه كتاب إلى ارغون بأن يرحل من حمص وينزل على دمشق ويرسل ابن الأفرم ومماليكه، وكذا بيت الزردكاش ومماليكه وأولاده، وكذا مماليك قراسنقر، وأمره أن لا يُخَلِّي أحدًا من أتباع الأمراء الذين هربوا من الشام، ففعل أرغون جميع ذلك.

وأما جمال الدين، نائب الشام، فإنه وصل إلى مصر، فلما حضر بين يدي السلطان، قال له: أقوش، قال: لبيك يا مولانا السلطان، قال: تكون أنت نائب الشام، وتهرب من عندك ثلاثة أمراء من وسط دمشق ما تركب خلفهم ولا ترسل أحدًا، وعندك أربعة آلاف فارس، ويُرسل إليك قراسنقر ذهبًا وتأخذه، أما كان يكفيك مُلْك الشام؟ فقبل الأرض، وقال: أيد الله مولانا السلطان، لا تسمع من كلام الأعداء والأضداد، وأصبر عَلَيَّ، فقال: قل، فقال: يا خوند، إن جاء أحد من غير الأضداد يقول أني كاتبت قراسنقر وأخذت ذهبا فأبرأك الله من دمي، وأما الأمراء الذين خرجوا من دمشق فقد كان ذلك، وكان يوم الموكب، وكانوا في الخدمة إلى الظهر، وكلهم راحوا إلى بيوتهم، ثم أنهم خرجوا وراحوا فما أعلموني برواحهم إلا في المساء، [فأرسلت] (١) خلفهم والي البر، فما رجع والي البر إلا وهم عند قراسنقر، فصاح السلطان، وقال: ارفعوه إلى الجب، فشالوه من بين يديه.

وأما أرغون فإنه بعد أن جَهَّز أولاد الأمراء ومماليكهم وبيوتهم، جاءه مرسوم بطلبه هو والمُجَرَّدين الذين كانوا معه، ثم ساروا من دمشق إلى مصر، وكان جاء إلى دمشق طقطاي الجمدار بكتاب السلطان، فقرأه على الأمراء، وفيه اقبضوا على: بيبرس المجنون، وطوغان، والبرواني، والتاجي، فقبضوا عليهم، وشالوهم إلى قلعة دمشق، ثم إن طقطاي ركب بجماعة وسار بهم، ومعهم بيبرس العلائي أيضًا، إلى الكرك، فسلمهم إلى نائب الكرك.


(١) فأرسل: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>