يمكننا الكلام، فقال خربندا: نحن ما نعبر الشام إلا لأجلكم ولأجل أهلكم وأولادكم، فقام قراسنقر وقبل الأرض، وكذا قام معه بقية أصحابه من الأمراء ودعوا له، فانقضى ذلك النهار.
ثم بعد ذلك طلب قراسنقر الحضور بين يدي خربندا في الخلوة، فأمر بإحضاره، فدخل عليه وقبل الأرض بين يديه، فأمره بالجلوس فجلس، ثم قال له: ما يقول الأمير؟ فقال قراسنقر: أطال الله عمر الخان، أنتم ترسمون لنا بالحديث في مجالس الأمراء، وكل حديث نتحدث به فيها يُنقل إلى الملك الناصر أولًا فأولا وقتا فوقتا. فقال خربندا: ومن ينقل الكلام من مجلسي؟ فقال: يا مولانا أخبار الملوك تنقل من القصاد والذين يظهرون النصيحة، ألا تنظر إلى هؤلاء الفداوية كيف سبقونا إلى تبريز، فإن كان لمولانا نية في العبور إلى الشام يكون بمشورتنا بحيث لا يقف عليها أحد، ونتجهز ونروح وندهم، ولا يدري أحد بذلك، فقال له: كيف العمل؟ فقال غدًا إذا حضرت مع الأمراء اطلبني إليك واخلع علىّ وعلى مَنْ معي من الأمراء، وقل لنا: يا أمراء خليتم أهلكم وأولادكم وبلادكم وإنا إن شاء الله تعالى ما أخيب سعيكم، ولكن ما في هذه السنة عبور إلى الشام، فإن شاء الله في السنة الآتية، ثم قل: أنا أوليكم بلاد خراسان فاستقلوا بها، فتروح الأخبار إلى الملك الناصر فيهل في أمرنا ويغفل، ثم لا يسمع إلا ونحن في بلاده، فقال خربندا: هذا رأي سديد.
ثم إنه طلب جميع الأمراء، ومدَّ لهم سماطًا هائلًا، فأكلوا، ولما فرغوا خلع على قراسنقر وأصحابه، ثم قال لهم: يا أمراء خذوا لكم بلادا في خراسان واستقلوا بها، فقبلوا الأرض ودعوا له، فتحدث الناس بأن خربندا أعطى لأمراء الشام بلادًا من أعمال خراسان، واشتاع الخبر بذلك، ثم إن قراسنقر وجوبان، نائب خربندا، يدخلان عليه في الخلوة ويتحدثون في أمر الشام.
وأرسل خربندا إلى جميع بلاده بأن تُحمل إليه الخيل والبغال، ويُجمع الشعير والأغنام، ثم أنهم اتفقوا على أنهم يعبرون إلى الشام في ثلاث فرق، كل فرقة