خمسون ألفا: فرقة من ناحية الروم، وفرقة من ناحية الرحبة، وفرقة من ناحية البيرة، ثم سَيَّر خربندا إلى قزان جُق الذي هو في الروم من جهته، فقال له: قرر أمر الروم حتى نجهزكم إلى الشام.
قال الراوي: ولما وصل القاصد إلى قزان جُق وبَلَّغه ما أمر به خربندا طلب أرنجي وتشاور معه في هذا الأمر، وقال له: متى خليتك في الروم وخرجت بالعسكر إلى ناحية الشام خرجت عليك التركمان وأخذوا منك البلاد، وذلك لأنه قد بلغني أن مقدم [التركمان](١) الدوم ابن إيلامين يكاتب ابن قرمان، وقد عولت أن أمسكه قبل رواحي لتستقر البلاد، فاتفقوا على أنهم يبعثون خلفه فإذا حضر قبضوا عليه.
وكان جميع أمراء قازان جق يحبون ابن إيلامين، فأرسلوا إليه وأعلموه في الباطن بأن قازان جق يريد أن يمسكك، فعند ذلك جمع أمراءه وأمرهم بالرحيل فرحلوا، وهم مقدار خمسين ألف بيت يطلبون ابن قرمان.
فلما سمع قازان جق برحيله ركب خلفه بعشرين ألف فارس ولم يلحقهم، وقد عبروا الدربندات.
وأما خربندا فإنه جهز جميع أشغاله وجمع العساكر من جميع الجهات، ولم يخلِّ في بلاده أحدًا حتى طلبه، فجهز جيشًا عظيمًا، فقال له جوبان: إن هذا الجيش ما تحمله الأرض ينزل فيها، فقال له خربندا: قد عولت إلى أفرق الجيش ثلاث فرق، وما نجتمع إلا في سنجار أو في الموصل، فقال: هذا هو الرأي.
وكانت عُدة جيشه في ذلك الوقت مائة وخمسين ألفا، فأخذ منه قطعة وسلمها إلى جوبان، وقال له: خذ قراسنقر وروح على أخلاط وبدليس إلى البشيرية، وأنزل أنا على شهروز وأخرج إلى الموصل، ويكون اجتماعنا على الرحبة، ثم أرسل خربندا قاصدًا إلى الروم، فأخذ قازان جق عسكر الروم ونزل إلى الدربند إلى ناحية حلب، ولاقاهم