للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التركمان مع ابن قرمان [فوقعت] (١) بينهم حرب [شديدة] (٢)، فآخر الأمر انكسر قازان جق وتشتت شمله، وقُتل قزان جق، فجاء الخبر بذلك إلى خربندا وأنهم معولون إلى أخذ بلاد الروم.

ولما سمع خربندا ذلك ضرب يده على يد، وقال: الله أكبر، كل ما نعزم على العبور إلى بلاد الشام يعرض أمر يعوقنا عن ذلك، وهذا من سعد الملك الناصر.

ثم إنه طلب جوبان وقراسنقر والأفرم والزردكاش وبلبان الدمشقي والبيسرى وأمراء المغل، وأحضروا القاصد الذي أتي بخبر قازان جق، فقال خربندا: اسمعوا وانظروا ما قد نزل بقازان جق وأصحابه، فكيف العمل؟ ونحن قد جهزنا الجيش إلى الشام، وهؤلاء التركمان قد خرجت على عسكر الروم واستطالوا عليهم.

فقال له بعض الأمراء: خلى التركمان وغيرهم وسيروا إلى الشام، فإذا فتحت الشام دلت (٣) البلاد للخان.

فقال جوبان: والله هذا رأي فاسد، من لم ينظر في عواقب الأمور يقع في المحذور، وربما يكون الملك الناصر قد اتفق مع التركمان وتواعد معهم على أنهم يأتون من ورائنا إذا قابلنا عسكر الناصر ونبقى بين العسكرين.

وتقدم قراسنقر أيضًا وقال: إن الأكراد في جبل هكار كلهم مع الملك الناصر، فنخاف أيضًا منهم أن ينزلوا من الجبال على بيوتنا فينهبوها وتتخبط البلاد، وما نعلم هل يكون النصر لنا أم علينا.

فقال خربندا: ولا يمكن تعطيل حركتنا من بعد أن سُمع في البلاد أنا قد تجهزنا فيطمع كل أحد فينا.


(١) فوقع: في الأصل.
(٢) شديد: في الأصل.
(٣) دلت: أي دانت.

<<  <  ج: ص:  >  >>