للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصل، و [يقال له] (١) عبد الله الخراط، وذكر هو أيضًا أن العدو تفرق وأن خربندا نزل إلى بغداد، فخلع عليه السلطان وأعاده إلى دمشق، فطلب نائب الشام دنكز عبد الله المذكور، وقال له: يا عبد الله هذا الخبر الذي بلغته إلى السلطان لا يكن قد سمعته ممن لا يؤبه به من أطراف الناس ثم يظهر الأمر بخلاف ذلك فيقع علينا الإنكار، فقال: أعز الله مولانا ملك (٢) الأمراء، ما أخبرني أحد بذلك، بل أنا الذي شاهدته بعيني.

وأما عدو الله خربندا فإنه لما نزل على سنجار جاءته ملوك تلك البلاد، فأمرهم أن يأخذوا معهم المجانيق إلى صوب الرحبة، ثم أمر لهندو وبلاى ومحمد شاه أن يركبوا بعساكر العراق وينزلون على الرحبة، فركبوا وساروا حتى وصلوا إلى موضع يقال له: أبو الديات، وكان عليه كشافة من الرحبة، ومعهم حمام فأطلقوه، ورآهم هؤلاء فركبوا وراءهم فلم يلحقوا بهم، ووصلت الكشافة إلى الرحبة وأعلموا الأزكشي بأنهم شاهدوا العدو، وهم قد نزلوا على أبي الديات قاصدين الرحبة، ومعهم [المجانيق] (٣) على العجل، [فسير] (٤) الأزكشي إلى دمشق وحلب وغيرهما بالخبر، فجفلت البلاد إلى حلب وإلى دمشق.

ولما بلغ الخبر إلى نائب الشام تعجب، وقال: اطلبوا لي عبد الله، فلما حضر قال له: هذا كتاب الأزكشي يذكر أن كشافتهم قد فارقوا العدو على أبي الديات، وهذا ضد ما ذكرت أنت، وقال عبد الله: أي يوم نزل عدو الله على الرحبة اشنقني، وربما يكون الكشافة قد شاهدوا منهم جماعة قد ضربوا حلقة صيد فجفلت الناس من ذلك، فقال النائب: يمكن ذلك حتى ننظر.

ثم في اليوم الثاني وصل قاصد أيضًا من الأزكشي، وهو يقول: العجل قبل حلول الأجل، فإن عساكر عدو الله قد وصلت ونحن كل ما نرسل كتابا لا يأتي إلينا خبر


(١) معه فقال له: في الأصل والتصويب يتفق مع السياق.
(٢) السلطان ملك: في الأصل، ومشطوب على كلمة السلطان.
(٣) فسيروا: في الأصل.
(٤) المناجيق: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>