للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها الصناديد من الرجال، فبينما هو في الحديث إذا بواحد من مماليك الأفرم قد رماه بسهم، فوقع السهم في كتف الأزكشي، وكان عليه قرقل فولاذ، فرجع السهم إلى بطال ووقع في الخندق، فضجت أهل القلعة بصوت واحد الله أكبر، [ووقعت] (١) الحرب إلى قرب الظهر، وقُتل من المغل جماعة.

وكان خربندا نازلًا في موضع يقال له: مشهد الزكية، غربي الرحبة، وأمر لهندو وبلاي ومحمد خواجا وصاحب ماردين وأمراء بلاده [أن ينصبوا] (٢) سبع (٣) مجانيق على القلعة، ثم قام هو ودار بنفسه حول الرحبة، وأراهم مكان المجانيق، وأمر بأن تنقب النقوب، وأمر بقطع الأشجار التي على الرحبة، ثم أمر أن يُعمل يزك على كواثل، فعين لها سليمان بن مهنا ومعه عشرة آلاف فارس، ويزك على خان قباقب، ويزك على المنتصف، واجتهد في أمر الحصار، وتفرقت المغل، واشتغلوا بتخريب بيوت الرحبة وأخذ أخشابها وأشجار البساتين ليجعلوها [ستائرًا] (٤) على النقوبات والمنجنيقات.

وقد ذكرنا أن غرلو خرج من دمشق بمائة فارس لكشف الرحبة، وأنه لم يزل سائرا حتى وصل إلى تدمر، فخرج أهل تدمر لملاقاته وأعلموه بأن خربندا نازل على الرحبة، وأن سليمان بن مهنا معه عشرة آلاف فارس من المغل قد تقدم على الرحبة، فنفذِ غرلو كتابا إلى الأزكشي بأنه وصل إلى تدمر، وأنه خرج لكشف الأخبار، وأنه ينتظر الجواب.

فكتب إليه الأزكشي، يقول: خذوا لأنفسكم الحذر، وعندهم خبرك من يوم خرجت من دمشق، وسليمان بن مهنا معه عشرة آلاف فارس، ولا ندري إلى أين قاصد.

وكان خربندا لما نزل على الرحبة جهز خمسين ألف فارس مع أمير يقال له: ابجيل، مقدم قراؤول الأطراف، وأمره بأن يقطع مخاضه بالس، فيسمع عسكر حلب ويقع في


(١) ووقع: في الأصل.
(٢) إن لم تنصبوا في الأصل، وما أثبتناه يتفق مع السياق والأحداث.
(٣) سبع: مكتوبة بين الأسطر في الأصل.
(٤) ستايوا: في الأصل، والتصويب يتفق مع السياق، وينظر ما يلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>