للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمكنونا من العبور في رأس الماء، لأن الماء الأسود من بلد كيلان ينزل من جبالها فيجتمع ويصير بحرًا لا يقدر أحد أن يعبر فيه، ولا له مشرع، وإذا أراد أهل كيلان أن لا يمكنوا أحدًا من العبور في رأس الماء يمنعونه، لأنه مكان وعر كثير الأشجار صعب المسلك.

فلما وصل رسول ذلدي إلى صاحب كيلان جوان شير، وسمع كلامه، أجابه: السمع والطاعة، وقال له: لكم منا كل ما تريدون، فإن [جئتم] (١) إلينا نزلنا معكم، وإن أردتم أن لا نمكن أحدًا من العبور في رأس الماء من التتار فعلنا ذلك، فقال له نعم.

وفي الحال جهز جوان شير أربعة آلاف راجل إلى دربند الماء فساروا إليه، وسَيَّر مع الرسول حاجبه ومعه هدايا وتحف.

ولما وصل حاجب جوان شير إلى ذلدي فرح به، وقال له: إن جوان شير يقبل الأيادي الكريمة ويهنئ مولانا بالنصر على الأعداء، ويقول لك: لا يهولك مكر التتار، فإنهم ما ملكوا البلاد إلا بالمكر والحيل، وإنهم لا يقاومونكم في الحرب أبدًا، وإذا جد بينكم الحرب أرسلوا إلينا وعرفونا حتى ننزل إليكم ونشهد موقفكم.

وأما خربندا، فإنه لما وصل إلى الماء الأسود، كما ذكرنا، ونظر إلى ذلدي وأصحابه، جمع أصحابه وقال لهم: ماذا ترون لي مع هؤلاء؟ وهؤلاء عسكر عظيم مقدار عسكرنا مرات، فإن عبروا إلينا ما نعرف يكون الأمر بيننا وبينهم، وكان ذلك الوقت أول زمان الشتاء.

قال الراوى: فأقام خربندا هناك شهرين مقابل ذلدي [ولا يقدر] (٢) أحدهما على الآخر لأجل عدم التمكن من العبور في الماء، فلما جمد الماء حتى صار يحمل مشى الخيل عليه أرسل ذلدي إلى خربندا يقول له: نحن نعبر إليكم أو نتأخر حتى تعبروا إلينا، فقال خربندا: نحن نتأخر واعبروا أنتم إلينا، فرجع رسول ذلدي إليه وأعلمه بذلك.


(١) اجبلم: هكذا في الأصل، وما أثبتناه يتفق مع السياق.
(٢) ولا يقد: في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>