للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ألف] (١) فارس، وذهبت كشافة خربندا فأعلموه بذلك، وكان خربندا وعسكره على ظهور خيولهم واقفين غارقين في السلاح، فساق خربندا حاطمًا على ذلدي، فلما رأى ذلدى ذلك صاح في رجاله وأبطاله.

ولما رأى قراسنقر ذلك، قال للأفرم وهو إلى جانبه: كم هربنا من الموت وما قدرنا، وهذا آخر أيامنا من الدنيا، فياليتني ما خرجت من بلاد [الملة] (٢) الإسلامية المحمدية، ثم قال للأفرم: اجمع بالك ولا تفارقني وقد [قامت] (٣) الحرب، ولما رآهم ذلدي وهم في لبسهم، ولم يغيروا ذلك، قال لأصحابه: إن صدق حزري فهؤلاء الأمراء الذين هربوا من السلطان الملك الناصر وجاءوا عند خربندا، فاحذروهم، فإنهم رجال الحرب.

وفي ذلك الوقت حملت الخيل على الخيل، وقد ذكرنا أن خربندا جعل كمينا، وكان رأس الكمين هو جوبان ومعه عشرون ألف فارس، وحمل خربندا بباق عسكره، فبينما هم في شدة الحرب، إذ وَلَّى خربندا مع التتار يطلبون موضع الكمين، فلما رأى ذلدي ذلك تبعهم، خرج جوبان بمن معه، فلما رأى عسكر ذلدي خروج الكمين من خلفهم، وأن العسكر المنهزمة رَدَّت، قال ذلدي: والله، سبقونا إلى ما دبرناه، فولت عسكره، وأخذوا الطريق الذي خرجوا منها، وجاء خربندا من قدامهم بمن معه من العسكر فالتجأوا إلى جبل هناك، ومانعوا عن أنفسهم، وكان قريب المساء، فدارت عساكر خربندا بهم من كل جانب وأيقن ذلدي وأصحابه بالهلاك، فقال له أمراؤه: والله، أسأت حيث فرقت (٤) عسكرك فرقتين، وما نعلم ما الذي جرى لتكال بغا، واليوم ميعاده معنا، فقال ذلدي: الذي قدره الله كان، وما بقي هذا الكلام يخلصكم، ولا يخلص إلا ضرب الحُسام وتجريع الموت، فقاتلوا عن أنفسكم قتال من أيس من الحياة وأيقن


(١) إضافة مما سبق.
(٢) إضافة تتفق مع السياق.
(٣) قام: في الأصل.
(٤) فرقت: في هامش الأصل، ومنبه على موضعها بالمتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>