للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجد، ثم قرّبه وأدناه، وأحبّه، وزوّجه من إبنته، وخوّله فى نعمته، واتفقت وفاة المستوفى بعد ذلك، فوصف مهذب الدين للسلطان علاء الدين بالفضيلة والمعرفة والكفاية والأهليّة للمناصب، فرشحه للوزارة وألقى عليه مقاليد الإمارة، فرزق معين الدين سليمان المسمّى برواناه (١)، فهو ابن وزير السلطان غياث الدين.

ولما أخبر هلاون بأمره قال للسلطان ركن الدين: من الآن لا يتردّد إلىّ فى الأشغال أحد سواه، فترقت منزلته من يومه ذلك حتى صار فيما بعد حاكما على الممالك.

وفارق المذكوران هلاون، وعاد كل منهما إلى مستقره، إلى أن كان منهما ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

الأمير كتبغا (٢) نوين: نائب هلاون على بلاد الشام، وقد فتح لأستاذه هلاون من أقصى بلاد العجم إلى الشام، وقد أدرك جنكز خان جدّ هلاون.

وكان كتبغا نوين هذا يعمل للمسلمين ببلاد خراسان والعراق فى حروبه أشياء لم يسبقه إليها أحد، كان إذا فتح بلدا ساق المقاتلة منه إلى البلد الذى يليه، ويطلب من أهل البلد أن يأوا هؤلاء إليهم، فإن فعلوا حصل مقصوده فى مضيق الأطعمة والأشربة عليهم، فتقصر مدة حصارهم، وإن امتنعوا قاتلهم [٤٥٤] بهؤلاء حتى يفنى هؤلاء، فإن حصل، [يكون (٣)] الفتح، وإلا كان قد أضعف أولئك بهؤلاء، ثم


(١) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ١١٢ - ١١٣.
(٢) انظر أيضا: المنهل الصافى، نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٩١، العبر ج‍ ٥ ص ٢٤٧ - ٢٤٨، النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ٧٨ - ٨١، ٩٠، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٢٩١، ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ٣٦١.
(٣) [] إضافة للتوضيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>