للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبعثه فى الرسلية إلى الملك الظاهر، فكان الظاهر يبالغ فى إكرامه وتقريبه، فاغتر الأمجد بذلك، وما زال على مخدومه الملك المغيث حتى أحضره إلى الملك الظاهر (١).

وقال المؤيد فى تاريخه: حكى لى شرف الدين بن مزهر، ناظر خزانة المغيث، قال: لما عزم المغيث على التوجه إلى خدمة الملك الظاهر، لم يكن قد بقى فى خزانته شئ من القماش ولا المال، وكانت لوالدته حواصل بالبلاد، فبعناها بأربعة وعشرين ألف درهم، واشترينا بإثنى عشر ألفا خلعا من دمشق، وجعلنا فى صناديق الخزانة الإثنى عشر الألف الأخرى، ونزل المغيث من الكرك، وأنا والأمجد وجماعة من أصحابه معه فى خدمته.

قال: وشرعت البريدية تصل إلى المغيث فى كل يوم بمكاتبات الملك الظاهر، ويرسل صحبتهم غزلانا ونحوها، والمغيث يخلع عليهم حتى نفذ ما كان بالخزانة من الخلع.

ومن جملة ما كتب إليه فى بعض المكاتبات، أن المملوك ينشد فى قدوم مولانا:

خليلىّ هل أبصرتما أو سمعتما … بأكرم من مولى تمشّى إلى عبد

قال: وكان الخوف فى قلب المغيث شديدا من الملك الظاهر، قال ابن مزهر المذكور: ففاتحنى فى شئ من ذلك بالليل، فقلت له: احلف لى أنك ما تقول للأمجد ما أقوله لك حتى أنصحك، فحلف لى، فقلت له: أخرج


(١) المختصر ج‍ ٧ ص ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>