للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلها، فيخنقون من تأتى به فقتلت خلقا كثيرا من رجال ونساء، فأمر بها فسمرت.

وكان اسم هذه المرأة السيئة غازية الخنافة، وكانت ذات حسن وجمال، وكانت تمشى بالمدينة ومعها عجوز تطمع الناس فى نفسها، وكان من طمع فيها وطلبها تقول له العجوز: أنها لا يمكنها التوجه إلى أحد، ولكن تعال أنت إلى بيتها، فيجئ، فيطلع له رجلان، فيقتلانه ويأخذون ما معه، وكانوا ينتقلون من مكان إلى مكان، فاتفق أن العجوز أتت إلى بعض المواشط، وأمرتها أن تأخذ ما تقدر عليه من الحلى والحلل، وتمضى معها لعروسة عندها، ففعلت الماشطة، واستصحبت معها جارية لها، ولما دخلت الماشطة منزلهم، رجعت الجارية إلى مكانها، فقتلوا الماشطة، وأخذوا ما معها، فاستبطأتها جاريتها، فجاءت إليهم وطلبتها، فأنكروها وادعوا أنها خرجت من يومها، فمضت وأتتهم بصاحب الشرطة، فإحتاط عليهم وعذبهم، فأقروا بما كانوا يفعلون، وأطلعوا فى بيتهم على حفرة فيها خلق عظيم مقتولين، وكان بعض الطوابين قد اتفق معهم، وجعلوا يحضرون إليه القتلى مختفيا، فيحرقهم فى أقمنة الطوب، فأمسكوا جميعا وسمّروا، وكانوا خمسة أنفس، وأما المرأة فإنها بعد التسمير أطلقت، فأقامت [٥١٠] يومين، ثم ماتت، عليها ما تستحق (١).

ومنها: أنه اتفقت واقعة بالمغرب بين أبى يوسف يعقوب المرينى وبين الفرنج، وكان المقدم عليهم قائدا من قواد هم يسمى بدر قزمان، على مكان


(١) انظر أيضا كنز الدرر ج‍ ٨ ص ١٠٣ - ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>