للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال له بيتره، فهزمه المرينى، وقتل جماعة ممن كان معه، وأثر فى تلك البلاد آثارا كثيرة (١).

ومنها: أن نصير الدين الطوسى قدم إلى بغداد من جهة هلاون، فنظر فى الأوقاف وأحوال البلد، وأخذ كتبا عظيمة كثيرة من سائر المدارس وحولها إلى الرصد الذى بناه بمراغة، ثم انحدر إلى واسط والبصرة (٢).

ومنها: أن الأشكرى قبض على السلطان عز الدين كيكاوس صاحب الروم، وقد ذكرنا أنه انهزم من أخيه ركن الدين قليج أرسلان، وتوجه إلى القسطنطينية، فأكرمه الأشكرى، وأقبل عليه، وعلى من معه من الأمراء، فلما كان هذه السنة خطر يبال الأمراء الروميين الذين معه وهم: غرلّو أمير آخور (٣)، وعلى بهادر، وأمير مجلس أن يثبوا على الأشكرى فيقتلوه، ويستولوا على بلاده، فعرفوا أستاذهم بذلك، وسألوه كتمانه عن أخواله كرخيا وكركريد، فاستدعى خاليه، وعرفهما ما عزم أولئك عليه، وأشار إليهما بإعلام الأشكرى بذلك، ومنعه من الركوب فى غداة اليوم الذى عزموا على اغتياله فيه، فتوجها إلى الأشكرى وأعلماه، فلم يركب ذلك النهار، وعمل وليمة كبيرة، وعزم على السلطان عز الدين وعلى أمرائه فأكلوا وشربوا، ورتب أن يمسكوا إذا خرجوا، فقبض على كل من خرج منهم، وعلى السلطان عز الدين أيضا، وقيدوا، وسير السلطان وأولاده إلى قلعة من القلاع الغربية، فاعتقلوا فيها، وأما أمراؤه


(١) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٦٨ أ.
(٢) انظر جامع التواريخ المجلد الثانى الجز الأول ص ٢٠٣.
(٣) «عز الدين أمير آخر» فى نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>