للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى تاريخ النويرى: وفى ليلة الأحد السابع والعشرين من ذى القعدة من هذه السنة هجم جماعة على الملك الصالح إسماعيل بن العادل بن أيوب وهو يمصّ قصب السكّر، وأخرجوه إلى ظاهر قلعة الجبل وقتلوه (١).

وقال القاضى جمال الدين بن واصل (٢): من أعجب ما مرّ بى أن الملك الجواد مودود لما كان فى حبس الملك الصالح إسماعيل، [٣٢٨] وأنه سيّر إليه من خنقه وفارقه ظنا أنه قد مات فأفاق، فرأته امرأة هناك، فأخبرتهم أنه قد أفاق، فعادوا إليه وخنقوه حتى مات. وفى هذه الليلة لما أخرجوا الملك الصالح إسماعيل بأمر أيبك التركمانى إلى ظاهر القلعة، وكان معهم ضوء فأطفأوه (٣)، فخنقوه وفارقوه، ظنا أنه قد مات، فأفاق، فرأته امرأة هناك، فأخبرتهم أنه قد أفاق، فعادوا إليه وخنقوه حتى مات، فانظر ما أعجب هذه الواقعة (٤).

ودفن هناك، وعمره قريب من خمسين سنة، وكانت أمّه رومية من حظايا الملك العادل.

الأمير شمس الدين لؤلؤ (٥) مدبر مملكة حلب.

وكان من خيار عباد الله الصالحين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر،


(١) ورد فى مخطوط نهاية الأرب أثناء ذكر الحرب بين الملك المعز والملك الناصر «وأسر جماعة وهم: الملك الصالح بن العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب، ثم قتله الملك المعز فى سنة تسع وأربعين ودفنه بالقرافة» ج‍ ٢٧ ورقه ١٢٠.
(٢) «ابن الواصل» فى الأصل، وهو تحريف.
(٣) «فأطفوه» فى الأصل.
(٤) مفرج الكروب ورقة ٣٨٤ ب.
(٥) أنظر ما سبق فى حوادث السنة. وانظر أيضا السلوك ج‍ ١ ص ٣٨٠ - ٣٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>