للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شمس الدين سنقر الأشقر رسمنا للتكفور أنه يكون الواسطة بيننا وبين الذى طلبنا (١)، ما أبصرنا شيئا، فكيف (٢) يقع الاتفاق ونحن اليوم الياساق التى لنا [هى] (٣) أعظم من ياساق جنكزخان، وقد أعطانا الله ملك أربعين ملكا، وأما ما ذكره من مطلع الشمس إلى مغربها (٤) أطاعوه، فأىّ شئ جرى على كتبغا نوين؟ وكيف كان دماره؟، وأنت لو وقفت على قولك الذى ذكرته لسنقر الأشقر، وسيّرت أحد إخوتك أو من أولادك أو من أمرائك الكبار كنا سيّرنا إليك نحن أيضا الذى ذكرته.

وعمل على الكتاب طمغات فيها رنك السلطان، وأعيد به الرسل إلى أبغا.

وذكر غير بيبرس: أن السلطان الظاهر لما دخل دمشق وصل إليه رسول أبغا ملك التتار، ومعه مكاتبات ومشافهات، فمن جملة المشافهات: أنت مملوك أبعت بسيواس، فكيف يصلح لك أن تخالف ملوك الأرض (٥)، واعلم أنك لو صعدت إلى السماء أو هبطت إلى الأرض ما تخلصت منه، فاعمل لنفسك على مصالحة السلطان أبغا، فلم يلتفت الظاهر إلى هذا الكلام؛ بل أجاب عنه يأتمّ جواب وقال: اعلموه أنى وراءه بالمطالبة، ولا أزال حتى أنتزع من يده جميع البلاد التى استحوذ عليها من بلاد الخليفة وسائر أقطار الأرض.


(١) «وبين الذين طلبناه» - الروض الزاهر.
(٢) «وكيف» - الروض الزاهر.
(٣) [] إضافة من الروض الزاهر.
(٤) «إلى مغيبها» - الروض الزاهر.
(٥) «فكيف تشاقق الملوك ملوك الأرض؟» - السلوك ج‍ ١ ص ٥٧٤، وانظر أيضا النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ١٤٥، كنز الدرر ج‍ ٨ ص ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>