للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن السلطان توجّه إلى صور، وذلك أنه لما خرج من دمشق بعساكره متوجها إلى الديار المصريّة جاءته امرأة فى أثناء الطريق عند خربة اللصوص، فذكرت أن ابنها دخل إلى صور، وأن صاحبها الفرنجىّ (١) غدر به وقتله، وأخذ ماله (٢)، فركب السلطان وشنّ الغارة على مدينة صور وأخذ [٥٥٠] منها شيئا كثيرا وقتل خلقا، فأرسل إليه مالكها ما سبب هذا! فذكر له غدره ومكره بالتجار.

ومنها: توجّه السلطان إلى مصر خفية.

قال بيبرس فى تاريخه: ولما فرغ السلطان من تجهيز الرسل وإعادتهم، ودّع الأمراء الذين كانوا صحبته وأعطاهم دستورا ليتوجهوا إلى مصر، وخرج من دمشق وليس معه منهم غير: الأتابك، والمحمّدى، والأيدمرى، وابن أطلس خان، وأقوش الرومى، وتوجه إلى القلاع فبدأ بالصبيبة، ومنها إلى الشقيف، وصفد، فبلغته وفاة الأمير عز الدين الحلى بمصر، فوصل إلى خربة اللصوص والعسكر قد خيّم بها، فخطر له التوجّه إلى الديار المصرية، فكتب إلى النوّاب بالشام بمكاتبة الملك السعيد بما يتجدّد من المهمات والاعتماد على ما يصدر عنه من الأجوبة والمكاتبات، ثم أظهر أنه قد تشوش جسمه، وصار البريد إذا جاء يقرأ عليه وتخرج علائم على دروج، فيكتب عنها الأجوبة، واستقر هذا الترتيب أياما، وأشيع ضعفه، وأحضر الحكماء إلى الدهليز، وشاهده الأمراء منجمعا متألّما، وجهّز الأيدمرىّ وجردبك على البريد إلى جهة حلب


(١) هو. Philip de Montfort
(٢) ذكر ابن عبد الظاهر رواية أخرى عن هذه المرأة - الروض الزاهر ص ٣٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>