للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعبان، وحضر الأمراء الخدمة يهنئون بالعافية، وضربت البشائر لذلك، واهتم بالدهليز للحجاز الشريف، وهذا الذى صدر منه جراءة عظيمة وإقدام هائل.

ومنها: توجه السلطان إلى الحجاز الشريف فى هذه السنة، ولما عزم على ذلك وهو فى المخيم أنفق فى العسكر، وعين منهم جماعة يتوجهون صحبته، وجهز بقية العسكر صحبة الأمير شمس الدين آقسنقر استادارا إلى دمشق، فأقاموا بها.

وتوجّه السلطان إلى الكرك بصورة صيد، ولم يجسر أحد يتفوّه بأنه متوجه إلى الحجاز حتى أن شخصا من الحجاب يسمى جمال الدين بن الداية قال: أشتهى أتوجّه صحبة السلطان إلى الحجاز، فأمر بقطع لسانه، ورحل من الغوّار يوم الخامس والعشرين من شوال، فوصل الكرك مستهلّ ذى القعدة، وتوجّه فى سادسه إلى الشوبك، ورحل منها فى حادى عشره، فوصل المدينة النبويّة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فى الخامس والعشرين من ذى القعدة، وأحرم، وقدم مكة شرّفها الله تعالى فى خامس ذى الحجة، وبقى كأحد الناس لا يحجبه أحد، وغسل الكعبة بيده (١)، وحمل الماء فى القرب على كتفه، وغسل البيت، وجلس على باب الكعبة الشريفة، فأخذ بأيدى الناس، وسبّل البيت الشريف للناس، وكتب إلى صاحب اليمن كتابا يقول فيه: سطرتها من مكة، وقد أخذت طريقها فى سبع عشرة خطوة، يعنى بالخطوة المنزلة، وقضى حجه، وحلق ونحر، ورتب شمس الدين مروان نائبا بمكة، وأحسن إلى أميرها (٢)، وإلى


(١) «فغسل الكعبة بيده بماء الورد» فى الجوهر الثمين ص ٢٧٨.
(٢) «إلى أميرى مكة - شرفها الله تعالى - الأمير نجم الدين أبى نمى، والأمير إدريس ابن قتادة» - الروض الزاهر ص ٣٥٦.
وعن أميرى مكة فى ذلك الوقت انظر: غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام ج‍ ١ ص ٦٤٠ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>