للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يكشف لهم الأخبار، فعاد الكشّافة إليهم وأخبروهم بما تمّ عليهم، فركبوا خيولهم وقد فقدوا عقولهم [وعادوا] (١) راجعين، وبأصحابهم لاحقين.

وكان السلطان قائما بمكانه، لم يبرح، ثابتا فى موقفه لم يتزحزح، فى نفر قليل من المماليك الأصاغر، وما حوله من أثقال العساكر، لأن العسكر تفرق، فبعض ذهب خلف العدوّ فى الطلب، وبعضهم (٢) أدبر هزيما لما ظن أن لهم الغلب، فرأى السلطان من الحزم أن تطوى السناجق، وتخفى البيارق، وتبطل الكوسات، وتخفض الأصوات (٣)، ومرّت ميمنة التتار راجعة على الأعقاب، ناجية منجى الذباب، وعاينوا السلطان واقفا فى السواد الذى حوله، وقد تكاثف حواليه، فلم يقدموا عليه (٤)، وطلبوا طريق الرستن ليلحقوا بأصحابهم، وأسرعوا فى ذهابهم لا يهتدون إلى صوابهم:

ولّوا طرائد للحتوف ترى لهم … بين الصفوف عجاجة وعجيجا

وتخوفوا نار السيوف ويومهم … أمسى بنيران السموم وهيجا

والوحش يقسم لا آكلنّ شواهم … إلا شواه بالهجير نضيجا


(١) إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) «وبعض» فى زبدة الفكرة.
(٣) «وتخفض الأصوات» ساقط من زبدة الفكرة.
(٤) ذكر ابن كثير أنهم قاتلوا السلطان، وانهزموا بين يدي - انظر ما سبق ص ٢٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>