للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتبت (١) البطائق المخلّقة، (٢) وسرّحت بها أطيار البشائر محلّقة، فتراجع بعض الميسرة التى جرّت ذيول الهزائم، واستبشر الناس بما أتى الله سلطانهم المنصور من نصر العزائم، وخاب من ولّى الأدبار وخار، وحاز الصابرون أجزل الفخار.

وعاد السلطان من يومه إلى المنزلة، وعاين القتلى بها مجدّلة (٣)، وقد نهبت الأثقال والوطاقات، منها ما نهبه التتار، ومنها ما نهبته الحرافيش والكسّابة، فلم يفكر فيما ذهب من قماش أو ذهب، وكان قد أحرز ما فى الخزائن من العين، [٦٧٦] قبل وقوع العين على العين، وفرقه على مماليكه أكياسا، فى كل كيس ألف دينار، ليحملوه إلى أن تنجلى الوقعة، وتتفق الرجعة، فلما نهبت الصناديق وجد الناس صناديق الخزانة فارغة من المال، فلم يعدم منه مثقال، وكانت جملته مائتى ألف دينار (٤).

قال بيبرس: ولقد حملت منه كيسا وقت تفرقته، وأعدته سالما بجملته (٥).

وبات السلطان تلك الليلة، والعساكر متفرقة، والجيوش متمزقة، والخيول مغرّبة ومشرّقة، وتراجع الناس، وغلب الرجاء اليأس.


(١) «وكتب» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة.
(٢) مخلقة: مطيبة بالخلوق، وهو ضرب من الطيب أعظم أجزائه الزعفران - المنجد.
(٣) مجدلة: ملقاة فى الجدالة، أى ملقاة على الأرض - المنجد.
(٤) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١٥ أ - ١١٦ أ.
(٥) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١٦ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>