للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمشق، وكان مرضه حمى صفراويّة داخل العروق، ثم صلح مزاجه بعض الصّلاح، فأشار الأطبّاء بدخوله الحمام، فدخلها، فعاوده المرض، وأحضر له الأطبّاء من دمشق مع من كان فى خدمته منهم، واشتدّ به ذات الجنب، وعالجه بما يصلح لذلك فلم يفد شيئا، وفى مدة مرضه أعتق مماليكه، وتاب توبة نصوحا، وكتب إلى السلطان الملك المنصور قلاون يسأله فى إقرار ابنه الملك المظفر محمود (١) فى ملكه على قاعدته، واشتدّ به مرضه حتى توفى بكرة حادى عشر شوال من سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وكانت ولادته فى الساعة [٦٨٩] الخامسة يوم الخميس لليلتين يقينا من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، فيكون عمره إحدى وخمسين سنة وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وملك حماة يوم السبت ثامن جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وستمائة، وهو اليوم الذى توفى فيه والده الملك المظفر محمود، فيكون مدة ملكه إحدى وأربعين سنة وخمسة أشهر وأربعة أيام.

وكان أكبر أمانيه أن يعيش حتى يسمع جوابه من السلطان فيما سأله من إقرار ولده الملك المظفر محمود على حماة، فاتفقت وفاته قبل وصول الجواب، وكان قد أرسل فى ذلك على البريد مملوكه سنقر أمير آخور، فوصل بالجواب من السلطان.

بعد البسملة.

المملوك قلاون.

أعز الله أنصار المقام العالى المولوى السلطانى الملكى المنصورى الناصرى، ولا عدمه الإسلام، ولا فقدته السيوف والأقلام، وحماه من ذى داء، وعود


(١) توفى سنة ٦٩٨ هـ‍/ ١٢٩٨ م - المنهل الصافى.

<<  <  ج: ص:  >  >>