فكم حسدتها فى الكمال كواكب … وغارت عليها فى العلوّ بدور
إذا قام يدعو الله فيها مؤذّن … فما هو إلا للنجوم سمير
وقبّة مارستان ليس لعلّة … عليه وإن طال الزمان مرور
صحيح هواء للنفوس بنشره … معاد وللعظم الرميم نشور
تهبّ فتهدى كلّ روح لجسمه … كأنّ صباه حين ينفخ صور
بجنّته ورق يراسل ماؤه … يشوق هديل منها (١) وهدير
ومدرسة ودّ الخورنق أنه … لديها حظير والسّدير غدير
مدينة علم والمدارس حولها … قرى أو نجوم بدرهنّ منير
تبدّت فأخفى الظاهريّة نورها … وليس بظهر للنجوم ظهور
بناء كأنّ النحل هندس شكله … ولانت له كالشمع فيه صخور
يرى من يراها أنّ رافع سمكها … على فعل ما أعيى الملوك قدير
ثمانية فى الجوّ تحمل عرشها … وبعض لبعض قى البناء ظهير
ذكرناها لديها قبة النسر مرة … فما كاد نسر للحياء يطير
فإن نسبت للنسر فالطائر الذى … له بالبروج الثابتات وكور
بناها سعيد فى بقاع سعيدة … بها سعدت قبل المدارس دور
فصارت بيوت الله آخر عمرها … قصور خلت من سادة وخدور
بها عمد كاثرن أيّام عامها … ومن عامها لم تمض بعد شهور
(١) «منهما» فى زبدة الفكرة.