أحرزت ما فات قدما من طرابلس … جمع الملوك ذوى الارعاب والرّهب
أتعبت نفسك فى ذات الآله بها … فيالها راحة وافت من التعب
فتح يتيه على كل الفتوح به … عصر غدا منتشى الأعطاف من طرب
فكم لها فى حبال الكفر من حقب … مرّت ولم ترج تطليقا على حقب
أعضت على الذلّ أحيانا وما برزت … بالوجه طالبة بعدا من الحجب
حتى إذا ما رأت كفؤا لخطبتها … دعت فلبّيتها فى حجفل لجب
أصدقتها كل ثبت القلب ترعب من … إقدامه أسد الآجام من رعب
آساد معركة عقبان مقتلة … فرسان ملحمة للموت لم تهب
من كل قطر أحاطوا محدقين بها … كما أحيط على الأحداق بالهدب
لو كنت شاهدهم والشمس طلعتها … من شقّة النقع يوم الزحف فى نقب
خلت الأسّنة شهبا لحن فى غسق … والمشرفيات برقا شيم فى سحب
قل للملوك التى أعيتهم فقضوا … عمرا وكلّ إليها الدهر ذو أرب
تهدى العرائس من شم الحصون إلى … من بات يخطبها بالسمر والقضب
غادرتها بمناجيق نصبن لها … ورفع أبراجها خفض بمنتصب
فأصبحت ذات أصحاب وكم جنيت … على مرادك من جار لها جنب
أجريت فيها بحارا نجيعهم … فكل سابحة سبحا إلى اللبب
لم تطلع الشمس فيها بعد ذاك على … غير الشلايا من القتلى ولم تغب
لله درّ عواليك التى وصلت … لك المعالى نجبل غير منقضب