للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة، وكان لهم خادم يسمى بلال المغيثى فى خدمة السلطان، وهو الذى ذكّره به، فسأل السلطان عن الشجاعى ما سبب حبسه هذه المدة وما كان ذنبه؟ فقال:

ليس له ذنب، وإنما حبس لكونه ابن ملك، وله حاشية، فحشى من أمره بسبب ذلك، فتبسم الأشرف وأمر بإحضاره، فلما رآه وجده شكلا حسنا، وقال للطواشى: خذ ابن أستاذك وأنزل به إلى أهله ولا تخلّه يجتمع بأحد (١).

ثم سأل من بقى فى الحبس، فقيل الأمير علم الدين سنجر الحلبى والإمام الحاكم بأمر الله، فرسم بالإفراج عن الحلبى. ولما حضر بين يديه رآه شكلا غريبا فى الطول والعرض، ولوائح الشجاعة عليه، فسأل الشجاعىّ ما سبب حبسه؟ فقال: إن السلطان الشهيد كان يخشى أمره لما فيه من الشجاعة والإقدام فى الوقائع والحروب، فتوهم منه أن يجمع عليه أمراء وحاشية ويطمع فى الملك، فحبسه، وكان حبسه فى سنة ثلاث وثمانين وستمائة، فأقبل إليه السلطان وطيّب خاطره، وخلع عليه، ورسم له بتقدمة ألف على عادته.

ثم فى يوم الجمعة طلب النائب والشجاعى، واستشارهما فى إخراج الإمام الحاكم من الكرب الذى هو فيه، فأشارا عليه بذلك، فأخرجه قبل الصلاة وسير له مركوبا، فركب فى القلعة والأمراء والقضاة بين يديه إلى أن اجتمع بالصلاة فى المقصورة، ثم أشار إليه السلطان بأن يصعد على المنبر، فكان من أمره ما ذكرناه فى هذا الفصل (٢).


(١) أورد المقريزى هذا الخبر فى حوادث سنة ٦٩٠ هـ‍ فقال: «فى سادس المحرم أفرج عن الملك العزيز فخر الدين عثمان بن المغيث فتح الدين». السلوك ج‍ ١ ص ٧٦٠، كما أورده أيضا فى هذا التاريخ ابن الفرات - انظر تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٠٦، كما كرره العينى فى حوادث سنة ٦٩ هـ‍ - انظر ما يلى.
(٢) انظر ما سبق ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>