للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الشيخ شمس الدين الحريرى فى تاريخه: أن فى شعبان من هذه السنة اشتد الحر بحماة حتى شوى اللحم على بلاط الجامع.

ومنها: أن الإفرنج أخذت جزيرة جربة من صاحب تونس (١) من عمل ملوتة، وثارت الفرنج أيضا بعكا، وقتلوا جماعة من المسلمين كانوا قدموا للمتجر، وكان ذلك من أقوى الأسباب فى فتحها وقتل أهلها.

ومنها: أنه خالف على أبى يعقوب (٢) المرينى عامله على مراكش وكان يقال له أبى عطّو، وكاتب ولده أبا عامر عبد الله يستدعيه ليسلم إليه المدينة، فسار إليه أبو عامر، فانحاز إليه أهل مراكش، وأهل السوس الأقصى، وأهل الجبال [١٢] والعربان، وتسلّل إليه جماعة من بنى مرين، فقويت شوكته، وجاهر أباه بالمخالفة والمشاققة، فسار إليه أبوه بنفسه، وكان بينهما واد يسمى وادى أم الربيع، والوقت شتاء فعبر النهر المذكور بنفسه بمن معه، ولقيه ولده فيمن انضم إليه من مراكش، وكانت الكسرة على الولد أبى عامر، وقتل خلق كثير ممن كان معه، وانتهت به الهزيمة إلى جبال سكسيرة، فأقام بها أياما، ثم ضاق به الحال ورأى أن لا مناص له من يد والده، فاستشفع إليه بجماعة من الصالحين، وهبط إليه، فأمر ولده عبد الرحمن، وهو ولّى عهده - فقبض عليه وعلى من معه، فأما هو فأطلقه، وأما الذين كانوا معه فقتلهم جميعا.


(١) هو: عمر بن يحيى بن عبد الواحد بن أبى حفص، المستنصر بالله، المتوفى سنة ٦٩٤ هـ‍/ ١٢٩٥ م - المنهل الصافى.
(٢) هو: يوسف بن يعقوب المرينى، أبو يعقوب، المتوفى سنة ٧٠٦ هـ‍/ ١٣٠٦ م - المنهل الصافى.

<<  <  ج: ص:  >  >>