للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واستغنت جماعة السوقة مما كانوا يشترون من الكسابة من الغلمان والجمالين والحرافيش وغيرهم من الأجناد وأتباعهم.

قال صاحب نزهة الناظر: أخبرنى جماعة منهم: أن منهم من كان كسبه بلغ إلى مقدار ألفى دينار وما دونها من الذى ينهبه ويبيعه للسوقة، وأن شخصا يعرف بسراج الدين ظبيان كان كسبه فى عكا نحو ألف وسبعمائة دينار واثنين وعشرين ألف درهم، وحضر إلى المدينة وصحبته ثلاثة أقطار من الجمال تحمل تجارة.

قال الراوى: ثم رسم السلطان للأمير علم الدين الدوادارى الصالحى والأمير الشجاعى أن يقيما على عكا لتخريب أسوارها وأبراجها، ثم رحل السلطان عنها إلى دمشق، فشرع الشجاعى فى تخريب عكا، ووجد بها كنائس داثرة قديمة، وفيها من البناء الغريب الذى لا يقدر على مثله، ووجدوا فى بعض تلك الكنائس ناوسا من الرخام الاحمر مثل العقيق، ووجدوا فى وسطه لوحا من رصاص كبيرا مكتوب عليه بالرومى، فاحتمله الشجاعى معه، وأخذوا من ذلك الناس قطع رخام، فلما وصلوا إلى دمشق أحضروا شخصا يعرف بالقراءة الرومية، فأخرج له ذلك اللوح مكتوب فيه:

كتب فى سنة اثنتين وعشرين ومائتين وذكر فيه أنه يدوس هذه الأرض رجال من أمة نبى العرب، وهو نبى يظهر له دين وشريعة، ويكون دينه أعظم الأديان، وشريعته أعظم الشرائع، ويطهر الأرض من الكفر، وتبقى شريعته إلى آخر الزمان [٢١]، وتملك أمته سائر الأقاليم من الفرس والإفرنج وغيرهما، وإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>