للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما وصل السلطان القلعة نثر على السلطان الذهب والفضة، وعلى الأمراء الماورد من جانبى الناس.

ويقال: ما مرّ السلطان على قلعة من تلك القلاع إلا ونثر عليه الذهب والفضة، ولما بلغ بين القصرين عند دار البيسرى (١) - وكان البيسرى (٢) معتقلا - وقف مملوكه مغلطاى ومعه أولاد أستاذه، وعمل بأرقابهم (٣) مناديل، وعند ما عاينوا السلطان قبلوا الأرض جميعهم، وكانوا ست بنين، وكان مملوكهم مغلطاى قد تحدث مع الأمراء فى الشفاعة فى مخدومه، ولما رآهم السلطان قال: من هم هؤلاء؟ قالوا: ياخوند هؤلاء مماليكك أولاد البيسرى، وتحدثت الأمراء، فقال السلطان: طيبوا قلوبكم، الساعة أخرجه لكم، ثم لما طلع القلعة أمر بإخراجه (٤)، وأرسل إليه تشريفا إلى السجن صحبة الأمير عز الدين الأفرم أمير جاندار والأمير بغدى الدوادار (٥)، ورسم له أن يلبس التشريف ويدخل إليه،


(١) الدار البيسرية: كانت بخط بين القصرين، شرع الأمير بيسرى الشمسى فى عمارتها سنة ٦٥٩ هـ‍/ ١٢٦١ م، وتأنق مؤسسها فى عمارتها والصرف عليها، وبلغت سعتها مع ملحقاتها نحو فدانين - المواعظ والإعتبار ج‍ ٢ ص ٦٨.
(٢) هو بيسرى بن عبد الله الشمسى الصالحى، الأمير بدر الدين، المتوفى سنة ٦٩٨ هـ‍/ ١٢٩٨ م - المنهل الصافى ج‍ ٣ ص ٥٠٠ رقم ٧٤١، وانظر ما يلى.
(٣) هكذا بالأصل.
(٤) «وفيها ثامن عشر شعبان أفرج الله تعالى عن الأمير بدر الدين بيسرى» - كنز الدرر ج‍ ٨ ص ٣١٢.
(٥) «وكتب افراجه، وجعل فى كيس حريرا صفر، وختم عليه بخاتم السلطان، وتوجه به إلى الجب الأمير بدر الدين بيدرا النائب، والأمير زين الدين كتبغا، وعدة من الأمراء» - السلوك ج‍ ١ ص ٧٦٩ وتاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١٢٢ - ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>