للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فامتنع من ذلك والتزم يمينا أن لا يدخل عند السلطان إلا فى قيده ولباسه الذى كان عليه فى السجن، فدخل على هذه الهيئة، ففك قيده بين يديه، ثم لبس التشريف وباس الأرض؛ فتلقاه السلطان أحسن ملتقى وأكرمه وطيب خاطره، وأمر له بإقطاعه التى كانت بيده تقدمة ألف وزاده عليها منية بنى خصيب، وكتب منشوره (١) وحمل إليه فى كيس أطلس، وهذه نسخته:

الحمد لله على نعمه الكاملة، ومراحمه الشاملة، وعواطفه التى أضحت بها بدور الإسلام بازغة غير آفلة، أحمده حمدا يعيد سالف النعم، والكرم الذى خصّ وعم. وبعد:

فإنّ أحق من عومل بالجميل، [وبلغ (٢)] من مكارم هذه الدولة القاهرة الرجاء (٣) والتأميل، ومن إذا ذكرت أبطال الإسلام كان أول مذكور، [٢٦] وإذا وصفت الشجعان كان إمام كل شجاع مشهور، وإذا تزيّنت سماء الملك بأنجم كان بدرها المنير، وإذا عدّ أولوا الأمر كان أول مشير (٤)، وكم تجملت فيه المواكب بأعلى قدر، وترتبت المراتب به لأنه بدر، وهو المقر الأشرف العالى البدرى بيسرى الشمسى الصالحى العجمى الملكى الأشرفى، فهو الموصوف بهذه


(١) المقصود أمر الإفراج، وقد سماء النويرى «افراج شريف سلطانى» - انظر نهاية الأرب (مخطوط) ج ٢٩ ورقة ٢٩٨ ب.
(٢) [] إضافة من نهاية الأرب - وتاريخ ابن الفرات التوضيح.
(٣) «من الرجاء» فى الأصل، والتصحيح من نهاية الأرب وتاريخ ابن الفرات.
(٤) «وإذا اجتمع ذوو الآراء على امتثال أمر كان خير مشير» - فى نهاية الأرب - وتاريخ ابن الفرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>